أطلق الاتحاد الأوروبى، اليوم، من جامعة الإسكندرية، مبادرة “EU 4 Water Preneurs”، والتي تهدف إلى دعم الابتكار وريادة الأعمال فى قطاع المياه بمصر، وذلك بمشاركة عدد من المسؤولين المصريين والدوليين، وممثلين عن المجتمع الأكاديمى والقطاع الخاص، إلى جانب مجموعة من الشباب ورواد الأعمال.

وأعربت أنجلينا إيخهورست، رئيسة بعثة  الاتحاد الأوروبي، لدي مصر خلال كلمتها ، عن سعادتها بالتواجد في مدينة الإسكندرية، ووصفتها بأنها “مدينة تحمل روح البحر والتاريخ والثقافة”، مشيرة إلى أن حب المصريين لهذه المدينة يتجلى في الأغاني التي تغنّت بها، من كلمات داليدا إلى صوت فيروز.

وأكدت  إيخهورست  رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدي مصر، أن هذه المبادرة تمثل نقطة انطلاق جديدة لتمكين رواد الأعمال الشباب من تقديم حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات التي تواجه قطاع المياه في مصر، خاصة في ظل تزايد تأثيرات التغير المناخي والنمو السكاني المتسارع.

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يدرك أهمية دعم الشباب وريادة الأعمال في هذا القطاع الحيوي، مشيرة إلى أن امبادرة “EU 4 Water Preneurs” توفر مزيجاً فريداً من التدريب الفني، والدعم المالي، وفرص التشبيك، لتمكين الشباب من تحويل أفكارهم إلى مشروعات قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

واستعرضت السفيرة، جهود الاتحاد في دعم قطاع المياه في مصر، موضحة أن الاتحاد خصص منذ عام 2007 أكثر من 600 مليون يورو في صورة منح لدعم مشروعات المياه، أسهمت في تحسين الخدمات لنحو 25 مليون مواطن، وتطوير أكثر من 11 ألف كيلومتر من الشبكات، ورفع كفاءة أكثر من 200 محطة معالجة، إلى جانب التوسع في استخدام أنظمة الري الحديث.

كما أبرزت دور الاتحاد في دعم الزراعة الذكية والمستدامة، حيث تم تخصيص أكثر من 154 مليون يورو لدعم مشروعات التنمية الريفية ضمن مبادرة “حياة كريمة” ومبادرة"  نوفي "والتي استفادت منها أكثر من 400 ألف أسرة، بالإضافة إلى تمويل مشروعات تهدف إلى تعزيز استخدام الميكنة والمحاصيل المقاومة للمناخ بين صغار المزارعين.

وفي مجال البحث العلمي، أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يموّل برنامج PRIMA، الذي يعد أكبر شراكة أورومتوسطية في مجال البحث والابتكار في قطاعات المياه والزراعة والأمن الغذائي، حيث استفاد 123 كياناً مصرياً من البرنامج منذ عام 2019، بتمويل بلغ 17 مليون يورو.

وأكدت أن الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي تتطور من إطار التعاون التنموي التقليدي إلى نموذج من الشراكة المتكافئة التي تقوم على المصالح والقيم المشتركة، مشيرة إلى أن دعم الاتحاد الأوروبي للشباب في مجال المياه يندرج ضمن هذا التوجه، ويهدف إلى بناء بيئة أعمال نابضة تساعد الشركات الناشئة والصغيرة على النمو والابتكار.

واختتمت سفيرة  الاتحاد الأوروبي كلمتها بدعوة الشباب المصري ليكونوا سفراء للمياه في مجتمعاتهم، مشيدة بإبداعهم وإصرارهم، ومؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيظل شريكاً ملتزماً وداعماً لمصر في جهودها لتحقيق إدارة مستدامة ومبتكرة لمواردها المائية.

وقالت في ختام كلمتها: “أفكاركم مهمة، ومبادراتكم حاسمة، وأصواتكم يجب أن تُسمع – ليس فقط اليوم، بل في صياغة سياسات الغد. معاً، يمكننا تحويل التحديات إلى قصص نجاح ملهمة.”