قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كشف بوضوح عن إعادة توجيه دور واشنطن فى العالم نحو اتجاه أكثر اتساقًا مع تحقيق مكاسب سريعة، أكثر من التصريحات الشاملة عن استراتيجيات كبرى.

وتحدثت الصحيفة عن لقاء ترامب مع أحمد الشرع، الرئيس السورى الجديد، وطلبه من الوسطاء القطريين المساعدة فى التوسط لإحلال السلام مع إيران. وقال مجددًا إنه سيكون "أحمقًا" إن لم يقبل عرض قطر بطائرة جامبو فاخرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب، الذى تم استقباله بحفاوة فى السعودية ثم قطر، واصل إعادة صياغة النهج الأمريكى تجاه المنطقة، حيث التقى أحمد الشرع، الذى كان ينتمى سابقًا إلى تنظيم القاعدة، لكنه سعى إلى إبراز صورة أكثر اعتدالًا منذ سيطرته على دمشق فى ديسمبر الماضى.

ورأت "واشنطن بوست" أن هذا كان أحدث مثال على نهج ترامب البراجماتى، الذى يجرب كل شيء فى السياسة الخارجية. وقد أدى ذلك إلى جهود حثيثة، بما فى ذلك إطلاق سراح آخر رهينة أمريكى محتجز فى غزة، والإعلان عن رغبته فى إنهاء ما يقرب من 50 عامًا من التوتر المتصاعد مع إيران، ودراسة عرض قطر طائرة بوينج 747 فاخرة بقيمة 400 مليون دولار، فى محاولة لمعالجة إحباط ترامب من طائرة الرئاسة الأمريكية القديمة.

لكن الصحيفة تقول إن هناك الكثير من المبادرات التى لا تزال احتمالات نجاحها غير مؤكدة، كما أن الطائرة المجانية المحتملة أثارت قلق حتى بعض أشد مؤيدى ترامب حماسة، الذين تساءلوا عما إذا كانت قوة أجنبية تشترى طريقها إلى قلب الرئيس فى شكل من أشكال الترف.

كما أشارت الصحيفة إلى أن محطات ترامب فى هذه الرحلة، من المملكة العربية السعودية إلى قطر إلى الإمارات العربية المتحدة – تتماشى بشكل أنيق مع البلدان التى وقع أبناؤه فيها صفقات تجارية فى الأسابيع الأخيرة باسم "منظمة ترامب"، الشركة التى يديرها حاليًا أبناء الرئيس الأمريكى، وشركة "وورلد ليبرتى فاينانشال"، وهى شركة للعملات المشفرة بدأت فى سبتمبر وشارك فى تأسيسها أبناء ترامب وزاك ويتكوف، أحد أبناء مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.