عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في- كورة نيوز نقدم لكم اليوم سينما المغرب تغيب عن "مهرجان كان" - كورة نيوز
بعد سنوات من الحضور المميز الذي بصمت عليه السينما المغربية في مهرجان “كان” السينمائي الدولي، تسجل دورة هذا العام، المرتقبة في شهر ماي المقبل، غيابا لافتا لأيّ إنتاج مغربي عن برمجة المهرجان، سواء في المسابقة الرسمية أو ضمن الفقرات الموازية؛ ما أثار موجة من التساؤلات داخل الأوساط الفنية والثقافية.
وقد أعلن المهرجان عن قائمة الأفلام المشاركة في دورته الـ78، والتي خلت من أي تمثيل للسينما المغربية؛ وهو ما خلف موجة من الاستياء وسط عدد من السينيفيليين وعشاق الفن السابع بالمغرب، الذين اعتبروا هذا الغياب “ضربة موجعة” لمسار التطور الذي شهدته السينما الوطنية خلال السنوات القليلة الماضية.
ولم يُدرج أي فيلم مغربي ضمن فقرات الاختيار الرسمي؛ بما في ذلك المسابقة الرسمية و“كان بروميير” وفقرة “نظرة ما” والعروض الخاصة أو عروض “منتصف الليل”.
في هذا السياق، عبّر الناقد السينمائي المغربي فؤاد زويريق، في رسالة طويلة اطلعت عليها هسبريس، عن أسفه الشديد لما آلت إليه أوضاع السينما المغربية، معتبرا أنها “دخلت حرفيا مرحلة الموت، وبفعل فاعل، وعن سبق إصرار وترصد”.
وذكر زويريق بما حققته السينما المغربية في دورة 2023، حيث شارك فيلم “كذب أبيض” لأسماء المدير وفيلم ”عصابات” لكمال الأزرق في فقرة “نظرة ما”، إلى جانب فيلم “الثلث الخالي” لفوزي بنسعيدي في قسم “نصف شهر المخرجين”، فضلا عن الفيلم القصير الناطق بالأمازيغية “أيور (القمر)” لزينب واكريم، المشارك في مسابقة المدارس La Cinef.
وأبرز مؤلف كتاب “خطاب الصورة، المتخيل والواقع.. قراءات عاشقة في أفلام سينمائية” أن هذه المشاركة كانت ثمرة اجتهادات فردية، بعيدا عن دعم المنظومة الرسمية، التي وصفها بأنها “في سبات عميق”، مؤكدا أن نجاحات 2023 كانت بمثابة صدفة لم تستطع السينما المغربية البناء عليها.
من جهة أخرى، نقل مصدر خاص لهسبريس أن عددا من الأفلام المغربية كانت في طور الإنجاز ولم تكتمل قبل الآجال المحددة للمهرجان؛ ما حال دون ترشيحها للمشاركة.
وأوضح المصدر عينه أن المركز السينمائي المغربي، باعتباره مؤسسة عمومية تخضع لوصاية وزارة الشباب والثقافة والتواصل وتضطلع بمهام أساسية من بينها دعم الصناعة السينمائية، يدعم سنويا عددا مهما من المشاريع؛ لكن الترويج الخارجي يبقى من مسؤولية المنتجين والموزعين.
وأكد مخرج مغربي فضّل عدم ذكر اسمه، في حديثه مع هسبريس، أن الرهان اليوم يجب ألا ينصب فقط على الكم؛ بل على جودة الأعمال، وتوقيت إطلاقها، وتوزيعها بطريقة ذكية تضمن لها دخول المنافسات الدولية.
وأبرز المخرج ذاته أن العديد من المخرجين يعانون من غياب الدعم في مرحلة ما بعد الإنتاج؛ ما يؤخر جاهزية أفلامهم للمهرجانات.
وفي هذا الصدد، دعا إلى ضرورة مراجعة معايير الاستفادة من الدعم العمومي، بما يضمن منح الأولوية للأعمال التي تتوفر على مقومات النجاح الفني والتقني، مشددا على أهمية بلورة خطة وطنية تعيد الاعتبار للحضور المغربي في كبرى المهرجانات السينمائية، وتعزز فرص التنافس على جوائزها، بما يعكس الدينامية المتواصلة التي تعرفها السينما المغربية.
0 تعليق