يمكن أن يساعد تمرين بسيط مثل المشي في تعزيز الذاكرة لدى كبار السن، حيث إن المشي تحديدًا يمكن أن يزيد بشكل ملحوظ حجم الحُصين، وهو جزء رئيسي من الدماغ مسئول عن الذاكرة، ويُحسّن القدرات الإدراكية لدى كبار السن، ووفقًا لدراسة رائدة نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) يفتح هذا البحث الباب أمام طريقة بسيطة وغير مكلفة لوقف التدهور الإدراكي المرتبط بالعمر، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".

على مدار عام، تابع البحث مجموعة من كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و80 عامًا، وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: المجموعة الضابطة التي مارست تمارين التمدد وتقوية العضلات، بينما مارست المجموعة الأخرى نشاطًا قلبيًا وعائيًا منتظمًا (في هذه الحالة، 40 دقيقة من المشي ثلاث مرات أسبوعيًا)، وقد أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي في نهاية التجربة أن حجم الحُصين في مجموعة المشي، والذي من المتوقع عادةً أن يتقلص مع التقدم في السن، قد نما بنسبة 2% في المتوسط.

لماذا تعتبر هذه النتيجة مهمة جدًا؟
 

يُعد الحُصين جزءًا هامًا من عملية تكوين الذاكرة واسترجاعها، وهو أيضًا من أوائل المناطق التي تتأثر بمرض الزهايمر، ويُفند هذا البحث الاعتقاد السائد بأن فقدان الذاكرة جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية، ويُثبت أن الدماغ يبقى قادرًا على التطور والتحسن مع ممارسة تمارين خفيفة طوال فترة الشيخوخة، بالإضافة إلى ذلك، يساعد المشي على تحسين الوظيفة الفكرية وتوسع الدماغ.

وأظهر المشاركون في مجموعة الضبط الذين مارسوا المشي بانتظام تحسنًا في وظائف الذاكرة وزيادة في معدلات المعالجة، وكما يقول الباحثون، فإن المشي يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، ويحفز إنتاج هرمون النمو، ويعزز نمو مشابك عصبية جديدة، مما يدعم صحة الدماغ وقوته.

ويعتبر المشي رياضة خفيفة التأثير وسهلة المنال ومجانية، مقارنةً بالتمارين الأكثر شدة، ولا يتطلب اشتراكًا في صالة رياضية "الجيم" أو معدات متخصصة، كما يوفر المشي مسارًا لتحسين صحة الدماغ للجميع، بما فيهم كبار السن الذين قد يعانون من ضعف في القدرة على التحمل أو الحركة، كما أن المشي مفيد للعقل والجسم، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد الكثافة والمدة المثلى للمشي لتحقيق مكاسب معرفية، وقد لا يتطلب الأمر سوى 40 دقيقة مرتين أسبوعيًا للحفاظ على شباب عقلك، وتحسين وظائفك الإدراكية، والحفاظ على ذاكرتك.