شنت ميليشيات الحوثي حملة اختطافات واسعة في محافظة إب، استهدفت العشرات من المواطنين والوجهاء المحليين، في تصعيد أمني جديد أثار موجة من الغضب والاستياء في أوساط الأهالي.

وقالت مصادر محلية مطلعة إن الحملة التي نُفذت خلال الأيام الماضية، رافقتها مداهمات ليلية عنيفة لعشرات المنازل، تركزت في عدد من المديريات، بينها المشنة، الظهار، والسدة، حيث قامت الأطقم المسلحة التابعة للحوثيين بقطع الطرقات وتطويق الأحياء السكنية بشكل مفاجئ قبل تنفيذ الاعتقالات.

وأكدت المصادر أن المليشيات اقتادت بعض المعتقلين إلى جهات مجهولة بعد تعرضهم للإهانات والضرب، دون توجيه أي تهم واضحة، فيما أُبلغت عائلات أخرى بتهم "مفبركة" ضد ذويهم، تتراوح بين التخابر مع جهات خارجية، أو التحريض ضد الجماعة، وهي اتهامات عادة ما تستخدمها الجماعة لتصفية حسابات مع معارضيها أو لفرض الجبايات.

الحملة الأمنية غير المعلنة أثارت حالة من الذعر في صفوف السكان، وسط غياب أي معلومات رسمية عن أماكن احتجاز المختطفين أو أوضاعهم الصحية، وهو ما زاد من القلق الشعبي، خاصة مع تواتر أنباء عن تدهور صحة عدد من المعتقلين جراء التعذيب وسوء المعاملة.

ويُعد هذا التصعيد امتدادًا لسياسة الترهيب والقمع التي تتبعها الجماعة الحوثية في مناطق سيطرتها، حيث تستهدف الأصوات المعارضة أو حتى المتحفظة على سياساتها، ما يضع السكان تحت ضغط دائم ويقوّض من حالة السلم الاجتماعي في المحافظة.

وتطالب منظمات حقوقية وناشطون بسرعة الكشف عن مصير المعتقلين، وإطلاق سراحهم فورًا دون قيد أو شرط، محملين الجماعة مسؤولية ما قد يتعرضون له من انتهاكات داخل السجون السرية.