نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
علاج بدون دواء.. دراسة تكشف دور العقل في تخفيف آلام الظهر المؤلم - كورة نيوز, اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025 02:40 صباحاً
يعاني أكثر من مليون شخص في بريطانيا من صعوبة العمل بسبب مشاكل في الرقبة أو الظهر، ورغم أن "ألم الظهر" يبدو تعبيرًا بسيطًا، إلا أنه يخفي وراءه معاناة كبيرة قد تؤدي إلى عجز كامل للمصابين، خاصة في حالات الانزلاق الغضروفي أو متلازمات ضغط الأعصاب، لكن المفاجأة هي أن الحل لهذا الألم قد لا يكون في العمود الفقري، بل في العقل.
تفاصيل الدراسة
ظهرت تجربة سريرية حديثة أن دورة علاجية لمدة ثمانية أسابيع باستخدام تقنيات مثل "الوعي الذهني" أو "العلاج السلوكي المعرفي"، يمكن أن تقلل بشكل ملحوظ من آلام الظهر لدى المرضى الذين يتناولون مسكنات أفيونية ولم يستجيبوا للعلاجات التقليدية الأخرى، وأظهرت الدراسة أن التحسن قد يستمر لمدة تصل إلى عام كامل.
رغم الغموض الذي يحيط بالعلاقة بين الدماغ والجسد فيما يتعلق بالألم، تؤكد الأخصائية النفسية مابل مارتينيلي من "مركز كامبريدج للعلاج السلوكي والمعرفي"، والتي تعمل في علاج الألم المزمن منذ أكثر من 25 عامًا، أن للأفكار قوة كبيرة في تخفيف الألم، تضاهي فعالية الأدوية أحيانًا.
توضح مارتينيلي أن الأفكار السلبية غالبًا ما ترتبط بالألم المزمن، مثل الاعتقاد بأنه سيعيق حياتنا أو سيزداد سوءًا، وهنا يأتي دور العلاج السلوكي المعرفي في كسر هذه العلاقة بين الألم والأفكار والمشاعر، فعندما نغير طريقة تفكيرنا حيال الألم، يتغير الألم نفسه.
اليوم، أصبحت برامج العلاج السلوكي والوعي الذهني جزءًا من نظام الرعاية الصحية الوطنية (NHS) للمصابين بآلام الظهر المزمنة.
وفيما يلي خمس نصائح من تجربة مارتينيلي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض:
1. احتفظ بمفكرة ألم شخصية: تختلف الأفكار والمشاعر التي تزيد الألم من شخص لآخر. تشير الأبحاث إلى أن التفكير المستمر في الألم يزيده حدة ويجعله يبدو أكثر تقييدًا للحياة، لذا فإن تدوين هذه الأفكار يمكن أن يساعد في كسر دوامة التفكير المتكرر والتعامل معها بوعي.
2. تقبل أن الألم جزء من حياتك حاليًا: أحد أصعب جوانب الألم المزمن هو استمراريته. من الطبيعي الشعور بالإحباط أو الغضب، لكن التوتر النفسي قد يزيد الألم، تقول مارتينيلي إن الغضب يرتبط بشكل خاص بآلام الظهر لدى الرجال، حيث يزيد من التوتر العضلي. لذا يُنصح بالتوقف لحظة والاعتراف بـ"الصراع الداخلي" مع الألم، حيث أن مجرد تسمية هذه المعاناة قد يساعد على تخفيفها.
3. الخروج للطبيعة وسيلة فعالة للتشتيت: ثبت علميًا أن التعرض للطبيعة – حتى بمشاهدة مناظرها على الشاشة – يقلل من الإحساس بالألم. الخروج لمكان أخضر أو حتى نزهة قصيرة حول الحي يمكن أن يساعد في تقليل الانشغال العقلي بالألم ويعيدك للحظة الحاضرة.
4. راقب متى تقلق بشأن الألم – وتمدد: تقول مارتينيلي: "ألم الظهر هو إشارة من الجسم إلى وجود خطأ ما في طريقة تعاملنا معه"، عندما نشعر بالألم، غالبًا ما نحاول مقاومته، مما يزيد التوتر والخوف.
لكن التوقف عن المقاومة وممارسة رياضة التمدد أو المشي يساعد في العودة إلى اللحظة الحالية وتقليل التوتر الجسدي والعقلي.
5. خصص وقتًا للتنفس العميق يوميًا: ممارسة التنفس العميق ثلاث مرات يوميًا، لمدة خمس دقائق، يمكن أن تكون كافية لتقليل الألم.
تنصح مارتينيلي بربط هذه الممارسة بعادة يومية، مثل شرب القهوة الصباحية. التركيز على اللحظة والمشاعر الإيجابية المرتبطة بها يساعد على بدء اليوم بنية إيجابية ووعي أكبر.
كيف يساهم العلاج المعرفي السلوكي في تغيير أنماط التفكير السلبية وتخفيف الألم؟
يعاني الأشخاص الذين لديهم آلام ظهر مزمنة من أفكار تلقائية مثل "سوف يزداد الألم وسأفقد قدرتي على الحركة"، وهذه الأفكار تزيد من معاناتهم.
يساعد العلاج المعرفي السلوكي في التعرف على هذه الأفكار وتحديها، مما يقلل من التوتر المرتبط بالألم. تستخدم مارتينيلي ثلاث تشبيهات رئيسية لمساعدة مرضاها في تغيير نظرتهم للألم. على سبيل المثال، يمكن تخيل الألم كالرمال المتحركة، حيث كلما حاولت مقاومته، كلما غصت أكثر، أما إذا توقفت عن المقاومة، يمكنك أن تطفو.
أو يمكن تشبيهه بموج البحر، حيث لا يمكن إيقاف الموج، لكن يمكن تعلم كيفية ركوبه. هذه الأساليب لا تعني إنكار الألم، بل تهدف إلى تعلم طرق جديدة للتعامل معه، مما يعيد بعض السيطرة والراحة إلى حياة المصابين.
0 تعليق