نظم مركز مصالحة بالسجن المحلي رأس الماء بفاس، خلال الفترة الممتدة من 07 إلى 11 أبريل الجاري، الدورة السابعة من برنامج “محاضرات علمية”، بمشاركة 25 نزيلا من المعتقلين على خلفية قضايا التطرف والإرهاب.

ووفق بلاغ لمركز مصالحة توصلت به هسبريس فإن هذه المبادرة تندرج في إطار المقاربة الفكرية للمركز، التي تروم مكافحة مظاهر الغلو والتشدد داخل المؤسسات السجنية، من خلال برامج متخصصة لفائدة السجناء المتابعين بموجب قانون مكافحة الإرهاب بـ 11 مؤسسة سجنية عبر التراب الوطني.

ويهدف هذا البرنامج إلى إحداث تحول في الوعي لدى المستفيدين، عبر تمكينهم من أدوات التفكير النقدي وتفكيك المنطلقات الفكرية للخطابات المتطرفة، بما يعزز قابليتهم للاندماج الإيجابي داخل المجتمع؛ كما يهدف إلى تحصين الفضاء السجني من تأثيرات التطرف العنيف، من خلال إشاعة ثقافة الوسطية والتسامح، وتأهيل المستفيدين في ضوء قيم الاعتدال والعيش المشترك.

وقد توزعت محاور البرنامج على سلسلة محاضرات تفاعلية، أطرها نخبة من الأساتذة والباحثين عن الرابطة المحمدية للعلماء، وشملت موضوعات جوهرية من قبيل “الدين والتدين: سبل ترسيخ الاعتدال ونبذ التطرف”، و”تقريب العقيدة والمذهب والسلوك”، و”مؤشرات إسلامية الدولة”، و”تفسير النصوص وحدود التأويل”، فضلا عن محور أساسي يتعلق بـ “تفكيك خطاب التطرف” باعتباره مدخلا لإعادة بناء فهم سليم للدين في سياقه الوطني والإنساني.

حري بالذكر أن هذه الدورة عرفت كسابقاتها تفاعلاً كبيرا من طرف النزلاء المشاركين، الذين أبانوا عن انخراط إيجابي في النقاشات، ما ساهم في إثراء الجلسات وتوطيد جسور التواصل مع المؤطرين. كما تم على هامش اللقاءات توزيع مجموعة من الكتب والمراجع الفكرية التي تندرج في إطار التأهيل الديني ومحاربة خطاب التطرف، ليختتم البرنامج بمنح شواهد المشاركة للمستفيدين، تأكيدا على انخراطهم الفعلي في هذا المسار الإصلاحي.