في خطوة مفاجئة تعكس تصاعد المخاوف الاقتصادية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق تنفيذ خطته الشاملة بشأن الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، في محاولة لتخفيف الضغوط التي خلّفتها استراتيجيته التجارية على الأسواق العالمية والاقتصاد الأميركي.

وذكرت شبكة (سي إن إن) في تقرير لها أن هذا التراجع يأتي بعد أسبوع من "القيادة المتقلبة" لترامب لحرب التعريفات، مشيرة إلى أن "أميركا والعالم تلقيا درسا قاسيا في ولايته الثانية؛ فبينما كانت الأزمة الاقتصادية الأخيرة مفتعلة ذاتياً، قد تكون الكارثة القادمة أزمة أمن قومي".

رفع الرسوم على الصين رغم التراجع العام 

وفي الوقت الذي أبدت فيه الأسواق بعض الارتياح المؤقت، إثر الإعلان عن تجميد الرسوم، فاجأ ترامب الجميع بخطوة تصعيدية أخرى، تمثلت في رفع الرسوم الجمركية على الواردات من الصين إلى 125%، مبرراً ذلك بما أسماه "عدم احترام الصين للأسواق العالمية".

اضطرابات في سوق السندات وراء التراجع 

بحسب (سي إن إن)، لعبت حالة الذعر التي شهدتها سوق سندات الخزانة الأميركية دوراً محورياً في قرار التراجع. حيث يُنظر إلى هذه السندات كواحدة من أكثر الأدوات المالية أماناً، لكن موجة بيع ضخمة شهدتها الأسواق خلال 48 ساعة، أثارت قلقاً واسعاً بشأن مدى تأثير سياسات ترامب.

ووفقاً لمصادر مطلعة نقلت عنها (سي إن إن )، فإن وزير الخزانة سكوت بيسنت ناقش هذه التطورات بشكل مباشر مع الرئيس ترامب في اجتماع عقد الأربعاء، حيث تم تسليط الضوء على تحذيرات المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض بشأن تسارع عمليات البيع في السوق، ما شكل ضغطاً فورياً على الإدارة.

تخفيض مؤقت لتعزيز المفاوضات التجارية 

وفي أعقاب تلك التطورات، قرر ترامب خفض الرسوم الجديدة على الواردات من معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين إلى 10% فقط، ولمدة 90 يوماً، بهدف إتاحة فرصة لإجراء مفاوضات تجارية جديدة.

وتأتي هذه التطورات بينما تخوض الولايات المتحدة صراعاً اقتصادياً محتدماً مع الصين، يُخشى أن يدفع أكبر اقتصادين في العالم نحو ركود عالمي جديد.