منبر إلى السماء.. الحجاج المصريون يلتقون بجنّة الأرض في الروضة الشريفة - كورة نيوز

اليوم السابع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في - كورة نيوز نقدم لكم اليوم منبر إلى السماء.. الحجاج المصريون يلتقون بجنّة الأرض في الروضة الشريفة - كورة نيوز

بين المنبر والمحراب، في بقعةٍ وصفها النبي الكريم بأنها "روضة من رياض الجنة"، تتوافد القلوب قبل الأقدام، وتحمل الأرواح شوقها في صمتٍ مهيب، إنها الروضة الشريفة، حلم كل زائر لمدينة رسول الله، ومحطة الطمأنينة لمن أتعبته المسافات وأثقلته الأمنيات.

في موسم الحج، لا تقتصر الرحلة على مكة المكرمة، فطيبة الطيبة تحتل مكانةً خاصة في خريطة الأشواق، الحجاج من مختلف الجنسيات يسارعون إلى زيارة المسجد النبوي الشريف، ويضعون الروضة الشريفة في صدارة أولوياتهم، فثمة شعور لا يُكتب ولا يُقال، لا يعرفه إلا من خطا خطواته داخل هذا المكان النوراني.

الوقوف على أبواب الروضة تجربة في حد ذاتها، انتظار بالدقائق وربما الساعات، تحت أنظار رجال الأمن الذين يديرون حركة الزائرين بانسيابية وهدوء، وسط تنظيم رقمي صارم يراعي الأعداد ويضمن الانسيابية. لكن كل ذلك يتلاشى حين يحين الدور، ويأذن لك الزمان والمكان بأن تدخل.

في الداخل، كل شيء مختلف، الإضاءة خافتة لكن القلوب مضيئة، الزائرون يتهامسون بدعواتهم، وكأنهم لا يريدون إزعاج سكينة المكان، البعض يختار السجود الطويل، والبعض الآخر يبكي بصمت، وبينهما من يكتفي بالجلوس وتأمل النقوش الخضراء والذهبية على الأعمدة القديمة.

الزيارة لا تشبه أي زيارة، إنها لقاء مع زمن مضى وروح لا تزال حاضرة، الحجاج يتلمسون آثار النبي والصحابة، ويعودون محملين بذكريات تفوق الوصف، وربما لا تُروى بل تُحتفظ في الصدر.

الروضة الشريفة ليست فقط مساحة صغيرة بين منبر ومحراب، بل مساحة مفتوحة للرحمة، يستوي فيها الغني والفقير، العربي والعجمي، فلا لغات هنا سوى لغة الدمع، ولا صيغ إلا صيغة القرب.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق