خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية المنعقد في إشبيلية، صرح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بأن العالم يواجه تحديات جسامًا تعيق بشدة قدرة الدول النامية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، مما يستدعي تضافر الجهود لمواجهة هذه العقبات,

أوضح مدبولي أن هناك ضرورة ملحة لإرساء دعائم منصة دولية تهدف إلى تيسير تبادل المعارف والخبرات، وتقديم الدعم الفني المتخصص، وتعزيز الاستفادة المثلى من الأدوات التمويلية المتنوعة المتاحة عبر المؤسسات المالية الدولية، وذلك بهدف تمكين الدول النامية من تحقيق تطلعاتها التنموية الطموحة,

أبرز رئيس الوزراء الدور الريادي الذي قامت به مصر في هذا المضمار، من خلال إطلاق “منصة نوفي NWFE” الوطنية في عام 2022، والتي حققت نجاحًا ملحوظًا في استقطاب استثمارات ضخمة لدعم مشروعات التحول الأخضر، لا سيما في قطاعات الطاقة والمياه والغذاء، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من التمويل تم توفيره من خلال أدوات التمويل المبتكرة، مثل اتفاقيات مبادلة الديون,

أكد الدكتور مصطفى مدبولي استعداد مصر الكامل للمشاركة الفعالة في أي منصة دولية تهدف إلى تبادل المعرفة والخبرات وتقديم الدعم الفني، وذلك انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأهمية العمل المشترك في تعزيز قدرات الدول النامية,

وشدد على أن توفير التمويل منخفض التكلفة للدول النامية أصبح ضرورة حتمية، الأمر الذي يستلزم إجراء إصلاحات جذرية في النظام المالي الدولي وإعادة هيكلة المؤسسات المالية متعددة الأطراف، لتكون أكثر عدالة وشمولية، وتستجيب بشكل فعال للاحتياجات الحقيقية للدول النامية,

كما دعا إلى اتخاذ تدابير عملية وفورية لمعالجة أزمات ديون الدول النامية، محذرًا من أن تصاعد الدين السيادي يمثل تهديدًا حقيقيًا لمسيرة التنمية في العديد من دول الجنوب,

واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتأكيد على أن تمكين الدول النامية من الوصول إلى الموارد والتمويل الميسر ليس مجرد خيار، بل هو التزام أخلاقي وإنساني يهدف إلى ضمان تحقيق التنمية المستدامة للجميع، وبناء مستقبل أكثر عدالة واستقرارًا,