جميعنا مسؤولون   !!
لماذا نُقحم تلاميذ الصفوف الأولى في ظروف دراسية قاسية، تفوق قدراتهم  وإمكانياتهم النفسية، غافلين عن  خصائص نموهم  العقلي والنفسي؟
فتعرض تلاميذ صفوف الأول والثاني الابتدائي بشكل مباشر  لموقف التقييم المبدئي  والنهائي، والذي يُمثل موقفٌا امتحانيا صريحًا،  قد يترك  خبرة دراسية سلبية عند معظم هؤلاء  الأطفال في هذا السن المبكر. 

وقد ينعكس ذلك  على حالة الطفل   النفسية والصحية والاجتماعية،  فضلا عن إعاقة مسيرته  التعليمية في جميع مراحل حياته الدراسية.
فمعظم الأطفال يبدون مخاوف وقلقًا شديدًا لافتقارهم  الثقة في قدراتهم،  وعجزهم عن إحراز الدرجات المرتفعة،  والأداء  المُرضي لهم، ولتوقعات الأسرة، فنجد كثيرًا من الأطفال يظهرون استياءً ورفضا  لحضور الامتحان، ومنهم من  يُصاب  بأعراض بيولوجية كالارتعاش أو القيء.
فالاهتمام  المبالغ  بالدرجات في هذا السن المبكر من قبل المجتمع التعليمي، يُشكل تحديًا كبيرًا أمام معظم الأطفال، فهم دائمًا في حالة توتر  شديد، ونظرًا للصورة الذهنية السلبية لضغوط الموقف الامتحاني،  فقد يُصاب الكثير منهم   بالخوف المرضي أو ما يُسمى  "رُهاب الامتحانات"  "Examinophobia."
فلماذا نتوقف عن تقديم الخبرة التعليمية في قالب إيجابي يُراعي خصائص نمو الطفل في هذا السن المبكر،  ونجعل من التعليم متعة ضمن بيئة تعليمية آمنة وخالية من التهديدات والضغوطات، مع التركيز كأولوية أولى  على  اكتساب  الطفل وإتقانه للمهارات الأساسية المطلوبة كنواتج تعلم لهذه المرحلة الدراسية.   

  فنرى أنه سيكون إجراءًا إيجابيًا، أن يتم الاكتفاء بما تم من تقييمات دورية خلال الفصل الدراسي الأول للصفوف الأولى، وعمل المعالجات المطلوبة المتعلقة بنقاط الضعف، بناءً على نتيجة التقييمات السابقة.
فالنظام الدراسي القائم، وما يتعرض له التلميذ من ضغوطات  وتحديات،  قد يُعرض الطفل إلى الإحساس بعدم الآمان داخل المؤسسة التعليمية، وفقدانه متعة التعلم، والشغف والرغبة في التعليم، ومن ثم يتشكل لدى التلاميذ في هذا السن المبكر، اتجاهًا سلبيًا  نحو عمليتي التعليم والتعلم في بداية مسيرتهم التعليمية.

الدكتورة وجدان النجولي  خبير تربوي / دكتوراة بالمناهج وطرق التدريس اللغة الإنجليزي