رام الله - دنيا الوطن
أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، الخميس، أن انضمام دمشق رسميًا إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" يشكل بداية مرحلة جديدة من التعاون مع المجتمع الدولي في مواجهة "التنظيمات المتطرفة"، بما في ذلك "بقايا تنظيم الدولة الإسلامية، والحرس الثوري الإيراني، وحماس وحزب الله".

وجاءت تصريحات براك عقب إعلان التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، مساء الأربعاء، انضمام سوريا كعضوٍ تسعين في صفوفه، في خطوة وُصفت بالتاريخية، جاءت بعد زيارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إلى البيت الأبيض، والتي دشّنت تحوّلًا جذريًا في السياسة السورية وعلاقتها مع الغرب.

وكتب براك في منشور على منصة "إكس": "ستساعدنا دمشق من الآن فصاعدًا في مواجهة وتفكيك بقايا تنظيم الدولة الإسلامية، والحرس الثوري الإيراني، وحماس، وحزب الله، وغيرها من الشبكات الإرهابية، وستقف شريكًا ملتزمًا في الجهد الدولي لإرساء السلام والاستقرار".

وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة وسوريا وضعتا خريطة طريق جديدة للمرحلة المقبلة، تتضمن دمج قوات سوريا الديمقراطية في البنى الاقتصادية والدفاعية والمدنية للدولة السورية، في إطار رؤية شاملة لإعادة بناء مؤسسات البلاد بعد سنوات الحرب.

وكانت واشنطن قد رفعت اسم أحمد الشرع من قائمة الإرهاب قبل أيام من زيارته إلى البيت الأبيض، بالتزامن مع قرار مجلس الأمن الدولي رفع العقوبات المفروضة عليه، تمهيدًا لانخراط دمشق في منظومة التعاون الدولي ضد الإرهاب.

وخلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد الشرع التزامه بالتحالف الدولي ضد "داعش"، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا في مسار سوريا من دولة متهمة بدعم الإرهاب إلى شريك في محاربته، مع تعهده بالمساهمة في إعادة إعمار البلاد ودعم الاستقرار الإقليمي.

وتأتي هذه التطورات بعد سنوات من الدعم العسكري الإيراني والروسي لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، الذي سقط عام 2024 عقب انتفاضة واسعة. وكانت إيران قد استخدمت ميليشياتها، بما فيها "حزب الله" اللبناني، لتثبيت حكم الأسد، قبل أن يتغير ميزان القوى على الأرض لصالح المعارضة المدعومة دوليًا.

ويضم التحالف الدولي الذي تأسس عام 2014 أكثر من 80 دولة، وينتشر جنوده في سوريا والعراق لمحاربة فلول "داعش". وقد لعبت قوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية، دورًا محوريًا في دحر التنظيم من آخر معاقله في سوريا عام 2019 بدعم من التحالف.

وفي السياق، أعلن براك أنه شارك في اجتماع ثلاثي في واشنطن جمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيريه التركي هاكان فيدان والسوري أسعد الشيباني، تم خلاله الاتفاق على الخطوط العريضة لخطة دمج "قوات سوريا الديمقراطية" ضمن مؤسسات الدولة السورية الجديدة.

من جانبه، رحّب قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بانضمام سوريا إلى التحالف، واصفًا الخطوة بأنها "محورية لتعزيز الجهود المشتركة للقضاء على التنظيم بشكل نهائي"، مؤكداً التزامه بتسريع عملية دمج القوات ضمن وزارتي الدفاع والداخلية السورية.