في حارة الشوارب المتفرعة من شارع محمد علي بالقاهرة ، وُلدت نبيلة السيد يوم 7 أغسطس 1938 ، لعائلة ارتبطت بعالم الطرب والأفراح.

 والدها كان صاحب محل لبيع الآلات الموسيقية ومتعهدًا لحفلات الزفاف والموالد، مما جعلها تنغمس في الفن الشعبي مبكرا، بالغناء والرقص في الحفلات بمرافقة والدها، الذي اكتشف موهبتها في الارتجال والتواصل مع الجمهور.

الظهور الأول أمام نجيب الريحاني 

في عام 1949، ظهرت نبيلة السيد لأول مرة على الشاشة الكبيرة وهي في الحادية عشرة من عمرها، جسدت دور تلميذة في فيلم "غزل البنات" أما نجيب الريحاني في مشهد بسيط،  لكنه كشف عن شغفها بالتمثيل، وفتح لها أبوابًا جديدة.

حين سقطت "الباروكة" على المسرح

في الخمسينيات، التحقت نبيلة بفرقة "ساعة لقلبك"، ثم انتقلت بين فرق عمالقة الكوميديا مثل أمين الهنيدي وعلي الكسار ويوسف وهبي لتجسد أدوارا  ثانوية، واشتهرت بحكايات طريفة مع زملائها، مثلما حدث مع السيد بدير أثناء تقديم مسرحية "المغفل"، حين سقطت "باروكة" شعرها على المسرح، فلما سألها عن سبب بكائها قالت: "عُمري وقع على المسرح!"، فانفجر الجميع في الضحك.

هل تزوجت نبيلة السيد من محمد رضا؟

تمكنت نبيلة أن تحفر اسمها في ذاكرة الجمهور عبر أكثر من 180 عملًا فنيًا، ففي فيلم "خلي بالك من زوزو" (1972)، جسدت دور "بيسة" العاملة التي تتعامل ببراءة مع سعاد حسني، بينما خلّدت في "البحث عن فضيحة" (1973) إفيهها الشهير: "طخه بس ما تموتوش يا بوي". 

أما أبرز محطاتها كانت مع الفنان محمد رضا، حيث شكلت معه ثنائيًا كوميديًا في 30 فيلمًا، أبرزها "عماشة في الأدغال" و"رضا بوند"، هي علاقة فنية طويلة جعلت الجمهور يظن أنهما زوجين على خلاف ا الواقع، وكانت نبيلة تقول: "محمد أخ وفنان عظيم، لكن حياتنا الخاصة منفصلة".

ماذا قال عادل إمام عن نبيلة السيد؟ 

ارتبطت نبيلة بصداقات قوية مع نجوم عصرها، سعاد حسني كانت تلقبها بـ "صاحبة الظل المضيء" لقدرتها على إضفاء البهجة في أصعب المواقف، بينما قال عنها عادل إمام: "كانت تملك موهبة تحويل الأدوار الصغيرة إلى لوحات فنية". كما أعجب بها يوسف شاهين لمرونتها في التمثيل، واختارها لدور في فيلم "العصفور" (1972)، لكن المرض حال دون مشاركتها. ورغم تواضع أدوارها، كانت الفنانة الوحيدة التي حضر عمر الشريف أحد حفلاتها تقديرًا لفنها.

الحياة الخاصة لنبيلة السيد

تزوجت نبيلة مرتين الأولى من رجل أعمال أنجبت منه ابنها "حسام" وابنتها "أميرة"، والثانية من الملحن حسن نشأت الذي يصغرها بـ15 عامًا، رغم انتقادات المحيطين.

 في سنواتها الأخيرة، واجهت نبيلة مرض السرطان، لكنها رفضت الاستسلام له، وشاركت في فيلم "القطار" (1986) الذي عُرض بعد وفاتها، ومسلسل "الكابتن جودة" مع سمير غانم، ومسرحية "ابتسامة وراء القضبان"، وكانت تردد: "المرض قد يأخذ جسدي، لكنه لن يسرق ضحكتي". 

وتوفيت نبيلة السيد  في 30 يونيو 1986 عن 47 عامًا، تاركةً إرثًا من الأدوار التي جمعت بين البساطة والإنسانية.