عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في - كورة نيوز نقدم لكم اليوم رئيس جامعة الأزهر: من لم يعرف قدر النبي فقد انتفى عنه العلم وصار في زمرة الجهلاء - كورة نيوز
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إننا نقف متأملين عند قول النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أُحد، حينما ضربه قومه وشجّوه وسال الدم منه، فقال صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».
وأوضح الدكتور داود، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الجمعة، أن في هذا القول النبوي الشريف سرًّا بلاغيًا عظيمًا، إذ حذف النبي صلى الله عليه وسلم المفعول في الفعلين اغفر ولا يعلمون، فقال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، ولم يقل "لا يعلمون قدري"، فكان المعنى كما فسره العلماء: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون قدري، لأنهم لو علموا قدره صلى الله عليه وسلم ما آذوه، بل لحملوه فوق رؤوسهم وعرفوا مقامه الشريف.
وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن حذف النبي صلى الله عليه وسلم كلمة قدري فيه لفتة بديعة، توجب على المؤمن الوقوف عندها والتأمل في بلاغة النبوة، قائلًا: من لم يعرف قدر النبي صلى الله عليه وسلم انتفى عنه العلم كله وصار في زمرة الجهلاء، لأن الجهل بمقامه الشريف جهل بكل خير.
وأضاف أن ابن حِبّان وقف طويلًا عند قوله صلى الله عليه وسلم «اغفر لقومي»، متسائلًا: هل المقصود غفران كل ذنوبهم أم ذنبهم في هذه الواقعة فقط؟ فقال ابن حِبّان: ينبغي أن يكون المقصود خاصًا بهذه الواقعة، لأن الله تعالى لا يغفر الشرك، كما في قوله سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ».
وبيّن الدكتور داود أن حذف المفعول قد يأتي أحيانًا لبيان شدة الموقف وهوله، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة عند المرور على الصراط: «اللهم سلم سلم»، حيث حُذف المفعول من شدة الموقف وهول المشهد، إشارة إلى ضيق الحال وعِظَم الخطر.
ودعا: نسأل الله أن يجعلنا ممن يعرفون قدر نبيهم صلى الله عليه وسلم، وأن ينجينا من أهوال يوم القيامة، وأن يرزقنا حسن التأمل في كلام الحبيب المصطفى، فإن فيه من أنوار البلاغة وأسرار الهداية ما يملأ القلوب علمًا وإيمانًا.


















0 تعليق