رام الله - دنيا الوطن
يُعرف الاكتئاب بأنه اضطراب نفسي شائع يؤثر على المزاج والسلوك اليومي، ويتسم بالشعور المستمر بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، وقد يمتد تأثيره إلى العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية. ومن أبرز أعراضه: تغيّرات في الشهية والنوم، شعور مستمر بالتعب والإرهاق، صعوبة التركيز، وتبني أفكار سلبية عن النفس والحياة.

ويشير الخبراء إلى أن الاكتئاب قد ينشأ وراثياً أو نتيجة تغيّرات كيميائية في الدماغ، كما يمكن أن يسببه الضغط النفسي، مثل فقدان شخص عزيز أو مشكلات مهنية، إضافة إلى تأثير بعض الأمراض الجسدية مثل السكري وأمراض القلب.

وأظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون إسبان من معهد أبحاث الطب الحيوي في جيرونا وجامعة "بومبيو فابر" في برشلونة أن هناك حمضاً أمينياً يسمى البرولين، موجوداً في بعض الأغذية مثل لحوم البقر والأسماك والجيلاتين، قد يكون مرتبطاً بزيادة أعراض الاكتئاب لدى البشر والفئران وحتى الذباب.

وقام الباحثون، في الدراسة المنشورة بدورية Cell Metabolism، بقياس كمية ونوعية الأحماض الأمينية التي يتناولها المشاركون في التجربة، وربطوها مع نتائج استبيان لتقييم الحالة النفسية ومدى شعورهم بالاكتئاب.

وقال الدكتور فيرناديز ريال، طبيب الغدد الصماء ورئيس قسم العلوم الطبية بمستشفى جيرونا: "لقد اندهشنا من الصلة بين حمض البرولين وأعراض الاكتئاب لدى المتطوعين". وأظهرت تحليلات الدم ارتباطاً واضحاً بين مستويات البرولين في البلازما وشدة الأعراض الاكتئابية، ما يشير إلى أن ارتفاع هذا الحمض الأميني في الجسم قد يؤثر على الحالة المزاجية.

وتفتح هذه النتائج المجال أمام دراسات مستقبلية لاستكشاف علاجات للاكتئاب تعتمد على تعديل النظام الغذائي لكل مريض، مع التركيز على تقليل بعض الأطعمة الغنية بالبرولين عند الحاجة.

ويؤكد خبراء الصحة في مايو كلينك أن علاج الاكتئاب يبدأ بالعلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي لتغيير الأفكار والسلوكيات السلبية، وقد تُستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب لتحسين المزاج والشعور بالرفاهية، مع ضرورة اتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة وتناول غذاء متوازن لدعم الصحة النفسية.