احتضنت ثانوية طارق بن زياد الإعدادية التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالناظور، طيلة يومي الخميس والجمعة، عملية تمرير الرائز الدولي لتقويم التلاميذ PISA 2025.

وتضمنت العملية، التي نظمتها المديرية سالفة الذكر، الدراسة الرئيسية للبرنامج الدولي لتقويم التلاميذ الذي تشرف عليه منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE، بمشاركة تلاميذ في سن الخامسة عشرة.

وتأتي العملية في إطار تفعيل المذكرة الوزارية رقم 296X24 الصادرة بتاريخ 24 دجنبر 2024، وتماشيا مع التوجه الاستراتيجي للمملكة المغربية لتعزيز جودة التعلمات من خلال الانخراط في التقييمات الدولية.

ويرتكز برنامج PISA على تقييم الكفايات الحياتية التي يكتسبها التلاميذ بعد 15 سنة من التمدرس، والتي ترتبط بقدرتهم على حل المشكلات الواقعية باستقلالية وتوظيف المعارف في السياقات اليومية، بدل الاقتصار على حفظ المحتوى الدراسي.

كما يهدف هذا التقييم إلى تقديم مؤشرات دقيقة تساعد الدول الأعضاء في OCDE وغير الأعضاء على تقييم مدى نجاعة أنظمتها التعليمية واستشراف الإصلاحات الممكنة.

ويُعد هذا الانخراط الثالث للمغرب في البرنامج بعد دورتي 2018 و2022، ويأتي في إطار تنزيل مضامين خارطة الطريق 2022-2026 التي تركز على “التعلمات الأساسية” كمدخل لتجويد المدرسة المغربية.

وفي إطار الاستعداد لهذه المحطة الدولية، تعبّأت الأطر الإدارية والتربوية والتقنية بالثانوية الإعدادية طارق بن زياد منذ بداية الموسم الدراسي، وفق المراحل التنظيمية المحددة في المذكرة الوزارية.

وتضمنت خطة الاستعداد تأطير الفرق المحلية والإقليمية، وتشكيل فريق محلي يشرف على تنزيل الرائز، بتنسيق مع الفريق الإقليمي الذي يضم منسقا إقليميا ورئيس المركز ومكلفين بالتواصل والدعم التقني. كما تم ضمان حضور وتدخل فريق جهوي لمواكبة عمليات التمرير وتقديم الدعم الفوري.

وجرى، في الإطار ذاته، توفير فضاء مناسب لتدبير الرائز، مستوفٍ للمعايير الدولية ومجهز بعدد كاف من الحواسيب التي تم التأكد من مطابقتها للمواصفات التقنية المنصوص عليها، سواء بالنسبة للمؤسسات المتصلة أو غير المتصلة بالأنترنت.

كما جرى تكوين التلاميذ في إطار دورات تدريبية سابقة لعملية التمرير لتمكينهم من استخدام المنصة الرقمية وطريقة الإجابة عن الأسئلة التكيفية، وفق سيناريوهات تفاعلية تحاكي ظروف الاختبار الفعلية، إلى جانب تكوين الأطر التربوية المشرفة من خلال ورشات جهوية في تدبير الرائز واستعمال الوسائط الرقمية.

وتم تمرير الاختبارات على مدى يومين متتاليين، عبر مراحل متنوعة؛ بدءا من التأكد من الحضور والتعريف بالاختبار، مرورا بتنفيذ جزئي للاختبار، وانتهاء بملء الاستبيانات.

وقامت المؤسسة بتنفيذ أنشطة تحسيسية لفائدة التلاميذ وأولياء الأمور والأساتذة، لتعزيز الوعي بأهمية التقييم الدولي PISA وإذكاء روح الانخراط والتميز.

وشملت الأنشطة المقامة بالمؤسسة حملات توعوية، وورشات تحفيزية، واجتماعات تنسيقية مع الطاقم التربوي وأولياء الأمور، وتقديم نماذج محاكاتية للرائز، ومواكبة دقيقة وتقييم ذاتي.

وقد واكب فريق المديرية الإقليمية بالناظور، بتنسيق مع الفريق الجهوي والمصالح المركزية، كل مراحل تمرير الرائز ميدانيا. وفي هذا الصدد، تمت مراقبة جودة المعدات والاتصال، وضبط وتيرة الإنجاز، وتقديم الدعم التقني عند الحاجة، ورفع تقارير مرحلية إلى المركز الوطني للامتحانات وتقييم التعلمات.

وانتهت خلاصات تقييم العملية إلى تسجيل انخراط نموذجي من التلاميذ والمشرفين، واحترام صارم للضوابط التنظيمية، وجودة في الإعداد التقني واللوجستي، وتفاعل إيجابي مع المنهجية الرقمية.