في أيام الصيف الحارقة، لا شيء يُضاهي رشفة ماء باردة تُنعش الجسد والروح. لكن، ماذا لو كانت تلك الرشفة تُخفي خلف برودتها خطرًا صحيًا يتسلل دون أن تدري؟ مبرد المياه، الحليف الدائم في موجات الحر، قد يتحول إلى عدو خفي إذا أهملت تنظيفه، ليصبح مرتعًا للبكتيريا والطحالب والميكروبات الدقيقة. 

ومع كل كوب ماء قد تظنه نقيًا، قد تنقل لعائلتك أمراضًا لا حصر لها. القصة ليست فقط عن الماء، بل عن الإهمال الذي قد يُكلفنا الكثير.

مبرد المياه عنصرًا أساسيًا في أغلب البيوت المصرية

في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، بات مبرد المياه عنصرًا أساسيًا في أغلب البيوت المصرية، لكن كثيرًا ما يغيب عن الأذهان أنه مع مرور الوقت قد يتحول هذا الجهاز من مصدر للانتعاش إلى حاضنة للجراثيم، إذا ما تم إهمال تنظيفه بشكل منتظم.

ويُحذر الأطباء وخبراء الصحة من أن تراكم الرواسب والرطوبة داخل خزان المبرد يخلق بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا والفطريات، ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، خاصةً لدى الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال وكبار السن.

وللوقاية، هناك إجراءات بسيطة يمكن تنفيذها في المنزل لضمان نظافة مبرد المياه. الخطوة الأولى، فصل الجهاز عن الكهرباء تمامًا قبل أي عملية تنظيف، ثم يُصرف ما تبقى من الماء، وتُزال الزجاجة أو الخزان إن وجد.

بعد ذلك، يتم تحضير محلول تنظيف طبيعي عن طريق خلط كوب من الخل الأبيض أو ملعقة بيكربونات الصوديوم مع نحو ثلاثة لترات من الماء الدافئ، وباستخدام إسفنجة ناعمة أو فرشاة، يُنظف الخزان من الداخل برفق، ويُترك المحلول لعدة دقائق ليؤدي مفعوله في القضاء على أي كائنات دقيقة.

عدم إغفال تنظيف الصنابير والأسطح الخارجية بقطعة قماش مبللة بمطهر خفيف

من الضروري بعد ذلك شطف الخزان جيدًا بماء نظيف عدة مرات للتخلص من أي آثار متبقية، مع عدم إغفال تنظيف الصنابير والأسطح الخارجية بقطعة قماش مبللة بمطهر خفيف، وأخيرًا، يُعاد تركيب الخزان ويُشغل المبرد بعد التأكد من جفافه الكامل.

توصي الإرشادات الصحية بتنظيف المبرد مرة كل أسبوعين على الأقل، خاصة في فصل الصيف، حيث تتزايد الرطوبة وتتعاظم احتمالات التلوث، إذ أن إهمال صيانة هذا الجهاز لا يفسد طعم الماء فقط، بل قد يفتح بابًا للعدوى والتسمم.

نقطة الماء قد تكون الفرق بين الصحة والمرض

تذكر دائمًا أن العناية بالتفاصيل الصغيرة، كتنظيف مبرد المياه، قد تُجنبك مشاكل صحية جسيمة. فالوقاية لا تبدأ في العيادات، بل في قلب المنزل، حيث نقطة الماء قد تكون الفرق بين الصحة والمرض.