التذبذب العاطفى خلال رحلة الحمل أمر تمر به كل سيدة، على الأقل من تقلبات المزاج والفرح أو الحزن بدون سبب واضح، ولا يقتصر الأمر على "الهرمونات"، فهناك جانب كامل من الصحة النفسية لهذه الرحلة غالبًا ما يتم تجاهله.

تقلبات المزاج، والحساسية العاطفية، والدموع المفاجئة، والانفعال، أو القلق الشديد وفقا لموقع " onlymyhealth"، كلها مجرد جزء من التقلبات العاطفية التي تصاحب الحمل، وبينما يُعد بعض التقلبات المزاجية أمرًا طبيعيًا، من الضروري فهم جوانب الصحة النفسية للحمل والتأكد من حصول المرأة على الدعم العاطفي والرعاية اللازمة.

لماذا تحدث تقلبات المزاج أثناء الحمل؟

1. التغيرات الهرمونية

يُعدّ أحد الأسباب الرئيسية لتقلبات المزاج أثناء الحمل، وذلك بسبب الارتفاع المفاجئ في مستويات الهرمونات، مثل البروجسترون والإستروجين، ورغم أهمية هذين الهرمونين للحفاظ على الحمل، إلا أنهما يؤثران أيضًا على النواقل العصبية المسئولة عن المزاج في الدماغ، يمكن أن يزيد هرمون الاستروجين من الحساسية للعواطف.

البروجسترون هو مادة مهدئة ولكن يميل أيضًا إلى جعلك تشعرين بالنعاس أو الانسحاب، ويمكن أن يؤدي هذا الخلل إلى تقلبات مزاجية مفاجئة مثل الشعور بالسعادة، أو الإرهاق، أو الانزعاج، أو البكاء، كل ذلك خلال فترة قصيرة.

2. الانزعاج الجسدي والتعب

قد يؤدي غثيان الصباح، وآلام الظهر، والانتفاخ، والإرهاق المستمر إلى استنزافك عاطفيًا، كما أن اضطرابات النوم والإرهاق البدني تستنزف الموارد العاطفية أيضًا..

3. الخوف 

قد يكون الحمل سببًا لانعدام الأمان، بدءًا من المخاوف الصحية المتعلقة بالطفل وصولًا إلى الأمور المالية والخوف من الولادة، وقد تجد الأمهات الجدد أنفسهن، على وجه الخصوص، يعانين من القلق بشأن المجهول.

4. تغيرات صورة الجسم والهوية

مع تغير جسمك، قد تتغير نظرتك لنفسك، يشعر البعض بالفخر ، بينما قد يشعر آخرون بعدم الأمان أو التعاسة، خاصةً إذا ترسخت الضغوط المتعلقة بالمظهر في المجتمع.

التجارب العاطفية الشائعة أثناء الحمل

النصف الأول من الحمل

التقلبات المزاجية شائعة بسبب الحالة الأولية التغيرات الهرمونية، وقد تنشأ مشاعر القلق بشأن الحمل نفسه، أو الخوف من الإجهاض، أو الشكوك حول الاستعداد للأمومة.

النصف  الثاني

وعادة ما يشار إلى هذه المرحلة باسم "مرحلة شهر العسل"، حيث قد يعود التوازن العاطفي لدى بعض النساء مع عودة مستويات الهرمونات إلى طبيعتها، يزداد الترقب مع تزايد وضوح الحمل وبدء حركة الطفل.

النصف الثالث

يمكن أن يبدأ القلق بالظهور مع اقتراب موعد الولادة.
يمكن أن تتحد المشاعر المرتفعة الناتجة عن الارتباط بالطفل مع القلق بشأن الولادة وتربية الأطفال.

عندما تشير تقلبات المزاج إلى أمر أكثر خطورة

مع أن التقلبات متوقعة، إلا أن الحزن المستمر، واليأس، والقلق المفرط، أو الانفصال قد يكون مؤشرًا على اكتئاب ما قبل الولادة أو اضطرابات القلق".
تشير التقارير حسب مجلة كليفلاند كلينك الطبية إلى أن واحدة من كل سبع نساء تعاني من الاكتئاب أثناء الحمل، ومعظم حالاتها لا يتم تشخيصها.

العلامات التي يجب الحذر منها

1. فقدان الاهتمام بالأنشطة أو العلاقات
2. صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات
3. النوم بشكل مفرط أو غير كافٍ
4. تغيرات في الشهية
5. الانفعال الشديد أو الغضب
6. أفكار إيذاء النفس أو إيذاء الطفل

إذا استمرت أيٌّ من هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين، فاطلبي مساعدةً طبيةً متخصصة، الصحة النفسية للأم لا تقل أهميةً عن الصحة الجسدية، لكلٍّ من الأم والطفل.

استراتيجيات عملية لإدارة تقلبات المزاج والتوتر

التواصل مع شخص متخصص
تحدثى عن مشاعرك، سواءً مع شريك حياتك، أو صديقة تثقين بها، أو معالج نفسي، كبت المشاعر قد يزيد من حدة التوتر والقلق.

إعطاء الأولوية للراحة والنوم
قد يزيد قلة النوم من ردود الفعل الانفعالية، نظّمى روتينًا هادئًا قبل النوم، وخذى قيلولة عند الحاجة، فالجسم المرتاح يتعامل مع التوتر بفعالية أكبر.

تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية

للصحة النفسية جانبٌ غذائي تأكدى من أن نظامك الغذائي يحتوي على:

أحماض أوميجا 3 الدهنية (من الجوز أو بذور الكتان أو المكملات الغذائية)
الحديد وحمض الفوليك
المغنيسيوم وفيتامين ب6
يمكن أن يساعد النظام الغذائي المتوازن على استقرار الحالة المزاجية ومستويات الطاقة.

الدعم أثناء الحمل

يمكن للدعم العاطفي من أحبائك أن يخفف بشكل كبير من الضائقة العاطفية أثناء الحمل.
يمكن للشركاء المساعدة من خلال الاستماع دون إصدار أحكام، وحضور زيارات ما قبل الولادة، ومشاركة المسئوليات المنزلية.
يمكن للعائلة والأصدقاء تقديم المساعدة العملية المفيدة: الواجبات، أو الأعمال المنزلية، أو الدعم العاطفي.
ومن المهم لمجموعة الدعم أن تكون على دراية بعلامات الضيق النفسي وتعزيز المساعدة المهنية عند الحاجة إليها.