بالتزامن مع إشارات مباشرة إلى إمكانية استهداف النظام الإيراني، صعّدت طهران لهجتها وأعلنت أنها في مواجهة "مصيرية" مع خصومها الإقليميين والدوليين، معتبرة أن ما يجري يرقى إلى تهديد وجودي للجمهورية الإسلامية.

وقال مستشار المرشد الإيراني، في تصريحات نقلتها وكالة "دفاع برس" السبت، إن إيران تواجه مواجهة مصيرية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، متهماً حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدعم من وصفهم بـ"أعداء البلاد". وأضاف: "رغم خسارتنا لقادة كبار، إلا أن المرشد علي خامنئي أعاد تشكيل منظومة القيادة بتعيينات جديدة قلبت المعادلة"، مشيراً إلى أن الوحدة الوطنية كانت العامل الحاسم في صمود البلاد وسبب يأس العدو من تحقيق أهدافه.

وفي خطوة تعكس حجم القلق الإيراني من المرحلة الراهنة، أعلن مساعد الرئيس الإيراني عن تشكيل لجنة قانونية لتوثيق وتقدير الخسائر التي خلفتها الضربات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة، بما فيها الخسائر البشرية والمادية والمعنوية، تمهيدًا لملاحقتها في المحافل الدولية بتهم "ارتكاب جرائم حرب" وتدمير البنية التحتية.

وفي سياق متصل، شن مستشار خامنئي هجومًا لاذعًا على المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، متهمًا إياه بـ"سوء إدارة ملف التقنية النووية السلمية وخيانة الأمانة"، ودعا إلى منعه من زيارة المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدًا أن "غروسي مهّد الطريق للأزمة الحالية".

من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إن بلاده لم تمنح إيران أي إشعار مسبق بشأن الضربات الأخيرة، وإن نقل مخزون اليورانيوم تحت القصف كان "شبه مستحيل"، في تأكيد واضح على عنصر المفاجأة في العمليات العسكرية.

وفي مؤشر إلى وجود قنوات اتصال دبلوماسية خلف الكواليس، كشفت شبكة NBC الأميركية أن كبير المفاوضين الأميركيين في الملف الإيراني، ستيف ويتكوف، سيعقد خلال الأيام المقبلة محادثات مع مسؤولين إيرانيين، تتركز حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد مقابل تخفيف العقوبات.

في المقابل، حذّر النائب الأول للرئيس الإيراني من خطورة الوثوق بالولايات المتحدة وإسرائيل، قائلاً إن احتمالية القيام بـ"أعمال خبيثة" من قبل الأعداء لا تزال قائمة، فيما أدان مساعد وزير الخارجية الإيراني دعم أستراليا لما وصفه بالاعتداءات الأميركية والإسرائيلية على بلاده.