في دبي، لا مكان للمستحيل.. حتى أكوام النفايات الهائلة لم تسلم من قبضة الإبداع والتخطيط الاستراتيجي، لتتحول إلى معلم بيئي يأسر الأنظار. فعلى أطراف المدينة، وتحديدًا في منطقة ورسان، يرتفع جبل صناعي شامخ، تحيط به المساحات الخضراء، لا يشي بشيء من ماضيه كمكب نفايات، بل يتباهى بمستقبله كمصدر للطاقة النظيفة، وأحد أبرز مشاريع الاقتصاد الدائري في المنطقة.

هذا المشروع  اللافت للأنظار، الذي يخطف أبصار المسافرين من مختلف الاتجاهات، ليس مجرد إعادة تدوير لمشهد بصري، بل هو تجسيد لرؤية تبنّتها دبي في مسارها نحو التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أكثر نظافة وكفاءة للأجيال القادمة.

وبحسب البيانات الرسمية، يُعد "مركز تحويل النفايات إلى طاقة" في ورسان الأكبر من نوعه على مستوى العالم من حيث الكفاءة والطاقة التشغيلية. إذ يعالج نحو مليوني طن من النفايات سنويًا، ويحوّلها إلى طاقة متجددة تكفي لتغذية أكثر من 135 ألف وحدة سكنية. وفي مرحلته الأولى، يُنتج المركز نحو 80 ميغاواط/ساعة من الطاقة المتجددة، ترتفع إلى 220 ميغاواط/ساعة مع اكتمال المرحلة الثانية، أي ما يعادل 5280 ميغاواط يوميًا.

ويُدار المركز باستخدام أحدث التقنيات اليابانية والسويسرية، عبر نظام مرشحات نسيجية ضخمة مكوّنة من أكثر من 12 ألف كيس ترشيح أسطواني، تعالج الانبعاثات بالكامل وتمنع أي تسرب للروائح.

ولأن الاستدامة هي حجر الزاوية في جميع المشاريع بدبي، يتم استخدام المياه المعاد تدويرها من محطة ورسان لمعالجة مياه الصرف الصحي، لإنتاج البخار اللازم لتشغيل التوربينات، بكمية تصل إلى 2760 مترًا مكعبًا يوميًا.

وقد شُيّد المركز على مساحة 400 ألف متر مربع، ويضم خمس خطوط إنتاج قادرة على معالجة نحو 5666 طنًا من النفايات يوميًا. كما تصل الطاقة الاستيعابية للمركز إلى 133 شاحنة نفايات في الساعة، تمر عبر 27 بوابة، وتُفرّغ حمولتها في أقل من 15 دقيقة.

تحوّل مكب ورسان للنفايات من "عبء بيئي" إلى "منارة للاستدامة"، ومن جبل قمامة إلى معلم بيئي يروي قصة إصرار دبي على إعادة تعريف الممكن. وبين كل ميغاواط من الطاقة النظيفة التي يولدها المشروع، وكل شاحنة نفايات تجد طريقها لإعادة التدوير، تواصل دبي رسم ملامح مستقبل أخضر يليق بطموحاتها العالمية.

جبل--من-النفايات-المضغوطه

ساحة-مكب-النفايات

ساحه-النفايات-او-جبلها

مشهد--طبيعي-

هكذا-يبدو-مقلب-القمامه-جبل-طبيعي-

همذ-يبدو-من-بعد