عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في - كورة نيوز نقدم لكم اليوم هنا القبة الخضراء.. الحجاج يلتقطون الصور أمامها في مشهد يسر الناظرين - كورة نيوز
ليست القبة الخضراء في المسجد النبوي مجرد معمار شامخ أو عنصرًا من عناصر الزينة الإسلامية، بل هي رمز يتجاوز الحجر والطين ليغوص في أعماق الشعور، في قلوب الملايين من المسلمين حول العالم، تقف هناك في سكينة، شاهدة لا تتكلم، لكنها تقول كل شيء، بلونها الأخضر الزمردي الذي اختاره القدر، لا المهندس، تصالح السماء، وتحنو على الأرض، وتبقى أصدق من كل الخطب والمواعظ، وأقرب إلى النفس من كل الكلمات.
ما إن تقترب من المسجد النبوي حتى ترتفع نظرتك لا إراديًا نحوها، وكأنها تعلو فوق كل شيء رغم تواضع حجمها مقارنة بمآذن العصر الحديث.
إنها القبة التي اختارت أن تكون فوق قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لا من باب الصدفة، بل لأن القلب يميل إلى القلب، والقداسة تعرف موقعها.
كم من دعاء وُشوشَ تحتها، وكم من دمعة سالت في حضرتها، وكم من زائر عاهد نفسه أن يعود، فقط ليُطلّ عليها ثانيةً، وربما لا ثالثة، لكن تكفي النظرة.
تاريخ القبة لم يبدأ بلونها، بل بتاريخٍ طويل من التطوير، منذ كانت غرفة بسيطة تضمّ الجسد النبوي الطاهر، حتى اتخذت شكلها المعروف في العهد العثماني، وتلونت بالأخضر بعد قرون، فأصبحت أيقونة بصرية لكل مسلم، يراها في منامه قبل أن يراها على أرض الواقع. لم تَخضرّ من طلاء، بل من شوق، من حبّ عالق في الذاكرة الجماعية للأمة.
في عالم يميل إلى التفاصيل الرقمية الباردة، تبقى القبة الخضراء لحظة إنسانية دافئة، تتجاوز الصورة وتدخل الوجدان.
يقال إن للأماكن روحًا، وإن لبعض المعالم ذاكرة، أما القبة الخضراء، فلها قلب. قلب نابض بالسكينة، ينبض كلما زارها محب، وكلما اشتاق إليها غريب، وكلما لامستها نظرة باكية.
0 تعليق