اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن استقالة جيك وود، رئيس مؤسسة غزة الإنسانية، وهى منظمة إنسانية خاصة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، ومكلفة بتوزيع المساعدات في غزة وفقًا لخطة إسرائيلية تعد ضربة لكلا من واشنطن وتل أبيب لاسيما مع استمرار المجازر فى قطاع غزة.

وقال وود إن سبب استقالته هو أن المنظمة لا تستطيع الوفاء بمهمتها بما يتوافق مع "المبادئ الإنسانية".

وأعلن المدير التنفيذي استقالته في بيان صادر عن مؤسسة غزة الإنسانية GHF ، مما زاد من غموض مستقبل العملية.

وقال مسئولون في الأمم المتحدة إن خطط توزيع المساعدات التي وضعتها المؤسسة لن تؤدي إلا إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا وزيادة العنف.

وتعهدت المؤسسة، التي تتخذ من جنيف مقرًا لها منذ فبراير، بتوزيع 300 مليون وجبة خلال أول 90 يومًا من عملها. لكن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة التقليدية أعلنت بالفعل أنها لن تتعاون مع المجموعة، خشية أن تنتهك "المبادئ الإنسانية الأساسية" وتخرق القانون الدولي.

وبرزت مؤسسة GHF في ظل تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل بشأن الأوضاع في غزة. وفي ساعة مبكرة من صباح الاثنين، أسفرت غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في غزة عن مقتل 20 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات، وفقًا للسلطات المحلية.

وقال وود في بيانه: "قبل شهرين، طُلب مني قيادة جهود مؤسسة GHF نظرًا لخبرتي في العمليات الإنسانية. ومثل كثيرين حول العالم، شعرتُ بالرعب والحزن الشديد إزاء أزمة الجوع في غزة، وبصفتي قائدًا إنسانيًا، اضطررتُ لبذل كل ما في وسعي للمساعدة في تخفيف المعاناة".

وأكد وود أنه "فخور بالعمل الذي أشرف عليه، بما في ذلك وضع خطة عملية لإطعام الجياع، ومعالجة المخاوف الأمنية المتعلقة بتحويل مسار المساعدات، وتكملة عمل المنظمات غير الحكومية العريقة في غزة".

لكنه قال إنه "بات واضحًا أنه من غير الممكن تنفيذ هذه الخطة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية، والتي لن أتخلى عنها".

وفي بيان، أعرب مجلس إدارة المؤسسة عن "خيبة أمله" لمغادرة وود، لكنه تعهد بعدم التراجع عن جهوده للوصول إلى جميع سكان القطاع خلال الأسابيع المقبلة.

وقال: "شاحناتنا محملة وجاهزة للانطلاق"، مضيفًا أن مؤسسة غزة الإنسانية ستبدأ تسليم المساعدات مباشرة في غزة اعتبارًا من يوم الاثنين للوصول إلى أكثر من مليون فلسطيني بنهاية الأسبوع.

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية دعمها لخطط مؤسسة غزة الإنسانية للبدء في تسليم المساعدات قريبًا.

وجاءت هجمات يوم الاثنين على غزة عقب عطلة نهاية أسبوع دامية قُتل فيها ما لا يقل عن 38 شخصًا خلال 24 ساعة، وفقًا لمسؤولي الصحة في الأراضي الفلسطينية.

وكثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع في أوائل مايو، قائلةً إنها تسعى إلى القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وإعادة الرهائن المتبقين الذين اختُطفوا في أكتوبر 2023.

ورغم الضغوط الدولية المتزايدة التي دفعت إسرائيل إلى رفع الحصار عن إمدادات الإغاثة في مواجهة تحذيرات من مجاعة وشيكة، صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي بأن إسرائيل ستسيطر على غزة بأكملها.

ودعا وود إسرائيل إلى "توسيع نطاق تقديم المساعدات إلى غزة بشكل كبير من خلال جميع الآليات"، وحثّ أيضًا "جميع الجهات المعنية على مواصلة استكشاف أساليب جديدة ومبتكرة لإيصال المساعدات، دون تأخير أو تحويل أو تمييز".