نشر بوساطة دنيا الزغيدي في تونس الرقمية يوم 30 - 06 - 2025

في ظل موجة حر خانقة تجتاح أوروبا، أعلنت السلطات في باريس حالة التأهب القصوى يوم الثلاثاء مع اتخاذ تدابير صارمة شملت إغلاق الجزء العلوي من برج إيفل، وفرض قيود على حركة المرور، وحظر المركبات الملوثة، وذلك تحسّبًا لارتفاع شديد في درجات الحرارة.
وتتعرّض بلدان البحر الأبيض المتوسط، من إسبانيا مرورًا بفرنسا وإيطاليا ووصولًا إلى البلقان واليونان، منذ أيام، إلى موجة حرّ غير مسبوقة استدعت إطلاق تحذيرات صحية وتنبيهات من تزايد خطر اندلاع حرائق الغابات.
ويشير علماء المناخ إلى أن الاحتباس الحراري الناتج عن النشاط البشري يجعل موجات الحرّ هذه أكثر شدّة وتكرارًا وانتشارًا.
ذروة الحرارة الثلاثاء
تتوقّع هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أن تسجّل البلاد ذروة ارتفاع درجات الحرارة الثلاثاء، حيث أُصدر إنذار من الحرّ الشديد في 16 إقليما، فيما فُعّلت ثاني أعلى درجات التأهب في 68 إقليما آخر.
وستتراوح درجات الحرارة الدنيا بين 20 و24 درجة مئوية، أو أعلى قليلًا في بعض المناطق، بينما قد تتجاوز درجات الحرارة العليا 40 درجة مئوية في بعض المناطق.
برج إيفل يغلق أبوابه
أُغلقت قمة برج إيفل البالغ ارتفاعه 330 مترًا منذ الساعة 11 صباحًا بتوقيت غرينيتش يوم الإثنين، وستبقى مغلقة حتى الأربعاء على الأقل. وأوضح المسؤولون أن الطابقين الأول والثاني سيظلان مفتوحين، مع دعوة الزوار لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنّب التعرّض لضربات الشمس أو الجفاف، مشيرين إلى توفّر نوافير مياه في محيط الساحة.
تدابير مرورية صارمة
أعلنت شرطة منطقة إيل دو فرانس، التي تضم العاصمة باريس، حظر حركة المركبات المسبّبة للتلوّث من الساعة 03:30 إلى 22:00 ت غ، بسبب ارتفاع مستويات الأوزون. كما فُرضت قيود على السرعة وصلت إلى 20 كلم/ساعة في بعض المناطق.
تأثيرات على المدارس والنقل
أعلنت الحكومة إغلاق نحو 1350 مدرسة بشكل كامل أو جزئي، وهو ضعف عدد المدارس التي أُغلقت الإثنين، بسبب ظروف الفصول الدراسية غير المهيأة للحرارة المرتفعة. كما علّقت الشركة الوطنية للسكك الحديدية حركة القطارات بين باريس وميلانو "لعدة أيام على الأقل"، إثر عواصف رعدية عنيفة ضربت منطقة سافوا الإثنين.
تحذيرات خاصة
وُجّهت تحذيرات خاصة إلى الأطفال والمسنين والمصابين بأمراض مزمنة، نظرًا لخطورة موجة الحر الحالية.
وعلّق الباحث في المركز الوطني لعلوم الغلاف الجوي في جامعة ريدنغ بلندن، أكشاي ديوراس، قائلًا: "موجات الحر قاتلة.. علينا أن نتعامل معها بالجدية ذاتها التي نواجه بها العواصف الخطيرة".
تحسّن طفيف في البرتغال
في البرتغال، سُجّل تحسّن طفيف يوم الثلاثاء بعد يومين من التأهب الأقصى في عدة مناطق، بما فيها العاصمة لشبونة، مع بقاء درجات الحرارة مرتفعة تصل إلى 40 درجة مئوية في بعض المدن. ولفتت هيئة الأرصاد إلى ظاهرة نادرة شوهدت على السواحل الشمالية والوسطى تمثلت في "سحابة لولبية" ضخمة، ظهرت بشكل أفقي واقتربت من الشاطئ مصحوبة برياح قوية ومفاجئة.
سُجّلت درجات حرارة استثنائية بلغت 46 درجة مئوية في جنوب إسبانيا، وهو رقم قياسي جديد لشهر جوان، فيما تتراوح درجات الحرارة في باقي البلاد بين أواخر الثلاثينات ومنتصف الأربعينات.
إيطاليا والبلقان في حالة تأهّب
في إيطاليا، أُعلنت حالة التأهّب القصوى في 18 مدينة، منها روما وميلانو وفيرونا، إضافة إلى مناطق من الساحل الأدرياتيكي في كرواتيا ومونتينيغرو. كما شهدت منطقة بييمونتي شمال إيطاليا فيضانات أودت بحياة رجل سبعيني، نتيجة الأمطار الغزيرة.
وقال رئيس الإقليم ألبيرتو سيريو إن "الطقس الاستثنائي لم يعد كذلك.. نحن نواجه حالات طارئة بشكل متزايد".
حرائق وغليان في المتوسط
سجّل البحر الأبيض المتوسط درجة حرارة قياسية لشهر جوان بلغت 26.01 درجة مئوية، وفق العالم الفرنسي تيبو غينالدو، استنادًا إلى بيانات برنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي.
ولا يزال خطر اندلاع حرائق الغابات مرتفعًا في عدة مناطق برتغالية، حيث عمل أكثر من 250 عنصر إطفاء ليل الإثنين على إخماد حريق اندلع في منطقة ألجوستريل الجنوبية.
وفي تركيا، أُجلي أكثر من 50 ألف شخص بسبب حرائق غابات ضخمة اجتاحت محافظة إزمير، ساعد على امتدادها رياح بلغت سرعتها 120 كلم/ساعة. وشهدت اليونان كذلك اندلاع حرائق في مناطق متفرقة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.