في لحظة مفعمة بالإيمان والسكينة، توافد المئات من الحجاج المصريين إلى مسجد قباء بالمدينة المنورة، أحد أبرز المعالم الإسلامية وأول مسجد أسس في الإسلام. وسط أجواء روحانية خالصة، وقف الحجاج أمام جدران المسجد العتيق، يتأملون عظمته التاريخية ومكانته الدينية، مستحضرين مشهد وصول النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى قباء، ومشاركته في بناء هذا المسجد الطاهر بيديه الشريفتين.

الزيارة، التي جاءت ضمن برنامج الزيارات الدينية المصاحب لموسم الحج، كانت فرصة للتزود روحانيًا والتواصل مع جذور التاريخ الإسلامي.
وحرص الحجاج على أداء ركعتين في المسجد، اقتداءً بالسنة النبوية، حيث ورد في الحديث الشريف: "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كانت له كأجر عمرة".

وتأتي هذه الزيارة في ظل ما يشهده المسجد من توسعات وتحديثات غير مسبوقة، رفعت طاقته الاستيعابية إلى نحو 66 ألف مصلٍ، ضمن مشروع تطوير شامل بتوجيه من القيادة السعودية.
وقد أبهر الحجاج المصريون بما لمسوه من تنظيم دقيق ونظافة عالية ووسائل راحة متوفرة في أرجاء المسجد، ما يعكس حجم العناية التي توليها المملكة للمواقع الإسلامية.

كما حرص عدد من الحجاج على توثيق لحظاتهم داخل المسجد بعدسة هواتفهم، حيث بدت السعادة على وجوههم وهم يتجولون في أروقته، يقرأون التاريخ في جدرانه ويتلمسون الأثر في ممراته. بعضهم لم يتمالك دموعه، وهو يسترجع رحلات السلف إلى هذه البقعة المباركة، مؤكدين أن زيارة مسجد قباء كانت حلمًا يراودهم منذ سنوات طويلة.

وفي ختام الزيارة، عبر الحجاج المصريون عن امتنانهم لما وجدوه من تسهيلات، مؤكدين أن هذه اللحظات ستظل محفورة في الذاكرة، ليس فقط كمحطة إيمانية، بل كتجربة روحية لا تنسى.