اعتبر رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، سالم عبد الفتاح، أن القصف الذي استهدف مدينة السمارة المغربية بأربع قذائف من طرف مليشيات البوليساريو، يرقى إلى مستوى "الغباء السياسي والاستراتيجي، مؤكدا أن الجبهة الانفصالية قدمت بذلك خدمة مجانية للدبلوماسية المغربية، وقد تكون هذه الحادثة حاسمة في تصنيفها كتنظيم إرهابي.

وفي تصريح خص به موقع "أخبارنا"، شدد المتحدث على أن ما جرى يعكس النزعة العدوانية المتنامية لدى الجبهة، ويبرز حجم "اليأس والإحباط الذي تعيشه قيادتها ورعاتها الإقليميون، بعد التطورات المتسارعة التي تؤكد ترسخ السيادة المغربية على الصحراء."

وأوضح عبد الفتاح أن سقوط هذه القذائف العشوائية في محيط مقر تابع لبعثة "المينورسو" يكشف عن تفكك الجبهة وتحولها التدريجي إلى جماعة مسلحة خارجة عن القانون، بعد أن فقدت كل رصيدها الرمزي والسياسي.

وأضاف أن البوليساريو لم تعد تتردد في تبني خطاب العنف والإرهاب عبر منصاتها الإعلامية، في خطوة تعكس تحولها الفعلي إلى منظمة إرهابية عابرة للحدود، توظفها الجزائر كأداة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد رئيس المرصد أن استهداف منشأة أممية يمثل "اعتداء سافرا" على إرادة المجتمع الدولي، وضربا لمصداقية المسار السلمي الذي ترعاه الأمم المتحدة، في وقت حرج يتزايد فيه الضغط الدولي لتصنيف الجبهة ضمن المنظمات الإرهابية.

وأشار إلى أن هذا التصعيد الأرعن يقوّي موقف المغرب أمام المنتظم الدولي، ويمنح مبادرة السيناتور الأمريكي جو ويلسون زخما إضافيا داخل الكونغرس، كما سيدفع عددا من الدول إلى مراجعة مواقفها تجاه البوليساريو بعد انكشاف حقيقتها.

وختم عبد الفتاح تصريحه بالتأكيد على أن الحادث الأخير يعزز منطق الحسم النهائي في النزاع المفتعل, ويبرز من جديد التزام المغرب بالشرعية الدولية، في مقابل انخراط خصوم وحدته الترابية في مغامرات عبثية لا تخدم سوى مشروع الفوضى والانفصال.