فبالنظر إلى نتائج الأبحاث التي أشارت إلى اختلاف تأثير التمرين قبل الأكل عن بعده على عملية الأيض، ظهرت فكرة أن التمرين أثناء الصيام له تأثيرات إيجابية. ومع ذلك، تشير المراجعات المنهجية إلى أن برامج التمرين على معدة فارغة لا تحدث فرقاً كبيراً وطويل الأمد في خسارة دهون الجسم.

ويُعزى ذلك جزئياً إلى قدرة الجسم على التعويض. ففي حين أن التمرين على معدة فارغة قد يزيد حرق الدهون مؤقتاً، فإن الجسم يقلل من حرق الدهون لاحقاً بعد تناول الطعام، وقد يستهلك الأشخاص الذين يمارسون التمارين الشاقة طاقة أقل إجمالاً على مدار اليوم.

كما أن توقيت تناول الطعام حول التمرين له تأثير محدود؛ فتناول وجبة غنية بالكربوهيدرات والبروتين بالقرب من موعد التمرين - سواء قبله أو بعده - يساهم في تحسين الأداء في الجلسة الرياضية اللاحقة. أما بالنسبة لتحسين تكوين الجسم وفقدان الوزن، فقد أظهرت الأبحاث أن زيادة كمية الطعام في الصباح، وخصوصاً البروتين، قد تكون أكثر أهمية من توقيت التمرين.

بالنسبة للأداء الرياضي، فإن تناول الطعام قبل التمرين يحسن الأداء في الأنشطة التي تتجاوز مدتها 60 دقيقة، بينما يكون تأثيره محدوداً على الأنشطة القصيرة. ومن المثير للاهتمام أن الرياضيين غير المحترفين أكثر ميلاً لممارسة الرياضة على معدة فارغة مقارنة بالمحترفين.

وفي سياق تمارين المقاومة، لا تظهر الأدلة الحالية أي فرق في القوة أو الطاقة أو الكتلة العضلية بين التمرين بعد الصيام أو بعد الأكل، عند ممارسته مرتين أسبوعياً لمدة 12 أسبوعاً.

علاوة على ذلك، قد يكون للتمرين على معدة فارغة بعض الآثار الجانبية؛ فهو قد يؤدي إلى شعور بـجوع شديد بعد التمرين، مما قد يدفع إلى خيارات غذائية غير صحية، وقد يعاني البعض من الصداع أو الغثيان.

وخلاصة القول، تشير الأدلة إلى أن تناول الإفطار قبل التمرين لا يختلف كثيراً في تأثيره على حرق الدهون عن تناوله بعد التمرين، ولا توجد تأثيرات كبيرة على المدى الطويل لحرق الدهون عند التمرين على معدة فارغة.