انهار التحالف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيلون ماسك وسط منشورات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي جذبت انظار العالم مع انتهاء شبه اكيد لاشهر علاقة صداقة في العالم.

تصدر إيلون ماسك مشهد حملة ترامب الانتخابية بعد محاول اغتيال الأخير الأولى في بنسلفانيا، وخرج ماسك معلنا دعمه الغير مشروط للمرشح الجمهوري آنذاك قائلا ان محاولة الاغتيال إشارة الى ان ترامب "يفعل شيئا ما صحيح".

خلال الأشهر الممتدة من يوليو الماضى -محاولة اغتيال ترامب الاولي- الى الخميس، برز ايلون ماسك كصديق دائم اطلق علي نفسه لقب "الصديق الأول" للرئيس الأمريكي الذي طالما مدح ماسك وودعه بمؤتمر من مكتبه في البيت الابيض، ورغم ذلك ظلت علامات الاستفهام على الساحة حول مدة استمرار صداقة رجلين اعتادا العزف المنفرد.

وفقا لواشنطن بوست، بدأ الخلاف منذ اعلان ترامب قانون شامل للضرائب والإنفاق الجديد الذي اطلق عليه القانون الكبير الجميل، ووصفه ماسك بأنه "عمل مقزز" سيزيد من العجز الفيدرالي، وكتب ماسك، في منشور على منصته الاجتماعية X: "أنا آسف، لكنني لم أعد أتحمل هذا الأمر. مشروع قانون الإنفاق الضخم والفظيع والمليء بالتملق هو عمل مقزز .. عار على من صوّتوا لصالحه: أنتم تعلمون أنكم أخطأتم ..أنتم تعلمون ذلك"، وظهر في مقابلة تلفزيونية كرر انتقاده للقانون، وقال إنه لا يريد تحمل جميع تصرفات إدارة ترامب وان DOGE الذي كان يشرف عليها أصبحت "كبش فداء".

ومنذ أيام قليلة اتهم ترامب بانه سيتسبب في افلاس أمريكا ودعا الأمريكيين الى التحرك والتواصل مع ممثليهم في مجلسي النواب والشيوخ في الكونجرس لإسقاط "المشروع الكبير الجميل"، وكتب ايلون ماسك : "تحدثوا مع نوابكم .. تحدثوا مع سيناتور كل منطقة..  افلاس أمريكا أمر غير مقبول .. اقتلوا مشروع القانون"

وصل الخلاف ذروته امس في المكتب البيضاوي، حيث تحدث ترامب إلى الصحفيين في بداية اجتماع مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، وقال:"كانت لدي علاقة رائعة مع إيلون ماسك، لا أعرف إن كنا سنستمر كذلك بعد الآن"، وتصاعد الخلاف بسرعة من هناك، حيث أطلق الرجلان منشورات غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهما.

كتب ماسك على منصة "إكس"، محذرا من أن رسوم ترامب الجمركية ستتسبب في ركود اقتصادي في النصف الثاني من العام، وسأل متابعيه البالغ عددهم 220 مليونا عما إذا كان الوقت قد حان "لإنشاء حزب سياسي جديد في أمريكا يمثل فعليًا شريحة الـ 80% من الطبقة المتوسطة"، وأشار أيضا إلى ابتعاده عن دائرة ترامب بإلغاء متابعته لستيفن ميلر، أحد كبار مساعدي ترامب، والذي تعمل زوجته لدى ماسك.

ثم ايد ماسك منشورا فى منصة إكس يطالب بعزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من منصبه، وكشف عن الاسم الذي يراه مناسبا لحل محل الرئيس ترامب .وتعليقا على منشور ماسك، قال إيان مايلز تشيونج، الكاتب اليميني المقيم في ماليزيا، في منشور على منصة X: "ترامب ضد إيلون.. من الرابح؟ أراهن على إيلون.. يجب عزل ترامب واستبداله بـ جيه دي فانس"، ورد ماسك على منشور تشيونج بعد حوالي 20 دقيقة: "نعم".

ثم أثار الملياردير الأمريكى جدلاً واسعاً بعد أن زعم، دون تقديم أي دليل، أن اسم ترامب "موجود في ملفات إبستين"، في إشارة إلى الممول الراحل جيفري إبستين المتهم بالاتجار الجنسي، مضيفاً أن هذا هو "السبب الحقيقي" لعدم نشر هذه الملفات حتى الآن.

وكتب ماسك في منشور على منصة "إكس": "حان وقت تفجير القنبلة الحقيقية .. دونالد ترامب موجود في ملفات إبستين. هذا هو السبب الحقيقي لعدم الكشف عنها. أتمنى لك يوماً سعيداً، دونالد ترامب ثم أضاف في منشور لاحق: "احفظوا هذا المنشور للمستقبل. الحقيقة ستظهر".

كما شارك ماسك على حسابه بمنصة "إكس" تعليقاً لحساب يسمى AGHamilton29، جاء فيه: "العلاقة بين ترامب وإبستين موثقة جيداً. فقد سافر ترمب على متن طائرة إبستين ما لا يقل عن 7 مرات، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان قد زار الجزيرة فعلاً"، في إشارة إلى جزيرة "ليتل سانت جيمس"، التي اشتهرت بأنها كانت الموقع الرئيسي للانتهاكات والجرائم الجنسية التي اتُهم بها إبستين، ولم يوضح ماسك كيف حصل على ملفات لم تنشر بعد، ولم يقدم أي مستندات تدعم ادعاءاته

وقالت شبكة سي ان ان، ان منشور ايلون ماسك الذي ربط بين ترامب وابستين اربك حلفاء الرجلين الذين كانوا يحاولون التوسط للتوصل الى تهدئه.

وخرج الرئيس الأمريكي عن صمته بمنشور على تروث سوشيال، مشيرا الى انه كان ينبغي على ماسك أن ينقلب عليه منذ زمن طويل، وكتب : "لا أمانع أن ينقلب إيلون ضدي، لكن كان ينبغي عليه أن يفعل ذلك منذ أشهر. هذا واحد من أعظم مشاريع القوانين التي قدمت إلى الكونجرس على الإطلاق" في إشارة إلى القانون محل الخلاف الذى أشعل التوترات بين الرجلين.

وتابع ترامب: " إنه خفض قياسي في النفقات، 1.6 تريليون دولار، وأكبر تخفيض ضريبي على الإطلاق. إذا لم يتم إقرار هذا القانون، فستكون هناك زيادة ضريبية بنسبة 68%، وأمور أسوأ بكثير. لم أتسبب في هذه الفوضى، أنا هنا فقط لإصلاحها. هذا يضع بلدنا على طريق العظمة. لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى!"