يحتل مسجد نمرة مكانة عظيمة في قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض ويعد من أبرز معالم المشاعر المقدسة في عرفات حيث يشهد خطبة يوم عرفة كل عام وتقام فيه صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ويقع المسجد في الجهة الغربية من صعيد عرفات بالقرب من جبل الرحمة وقد بني في الموضع الذي خطب فيه النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع وقد خُصص المسجد ليستوعب مئات الآلاف من الحجاج حيث تم تزويده بجميع وسائل الراحة والخدمات المتطورة من أنظمة تبريد وتظليل وصوتيات عالية الجودة لضمان إيصال الخطبة إلى جموع الحجيج.

وفي كل عام يتوافد الحجاج إلى مسجد نمرة في يوم عرفة منذ ساعات الصباح الأولى بقلوب خاشعة لسماع الخطبة الموحدة التي تتناول أحكام الحج ومعاني التوحيد والوحدة بين المسلمين والدعوة إلى التسامح والتراحم بين البشر ثم يؤدون الصلاة الجامعة التي تجمع بين الظهر والعصر وتسبق الوقوف بعرفة.

وقد شهد المسجد في السنوات الأخيرة توسعات ضخمة لتسهيل استقبال الأعداد المتزايدة من الحجاج حيث تصل مساحته اليوم إلى أكثر من 27 ألف متر مربع وتتصل به ساحات ضخمة مكيفة مزودة بالمرافق والخدمات التي تعزز من راحة الحجاج وسلامتهم أثناء أدائهم للشعائر.

ويُعد مسجد نمرة من المحطات الروحانية العميقة في رحلة الحجاج إلى بيت الله الحرام فهو ليس فقط مكانًا للصلاة وإنما رمز للتجرد والخشوع والوحدة الإسلامية في أعظم أيام السنة.