قبل حدوث إحدى الظواهر الطبيعية كالزلازل والأعاصير، قد يشعر البعض بأن حيواناتهم الأليفة أو حتى الضالة منها تقوم بسلوك غير مُعتاد، وفور وقوع الظاهرة يفسرون ذلك بأن الحيوانات تنبأت بها قبل حدوثها، ورغم ما أكده المختصين في عالم الحيوان، أن الحيوانات تمتلك حواس خاصة تميزها عن البشر، فهل يمكن أن تتنبأ الحيوانات بالفعل بـ الزلازل قبل وقوعها؟

يقول الدكتور محمد راضى الطنطاوى، طبيب بيطرى، إن الحيوانات لاختلاف نمط حياتها عن الإنسان  فهى لديها مستشعرات دقيقة تساعدها فى الصيد والحماية، وأيضا في الحركة مثل الطيور وحواسها ومستشعراتها الكهرومغناطيسية، وعند حدوث الزلازل يسبقها تغير فى المجال الكهرومغناطيسى والضغط الجوى وهو ما يرصده مستشعرات الحيوانات خاصة فى بعض الطيور، نظرا لوجود تجويف أمامى للجمجمة، وهذا يساعد الطيور فى الطيران وتحديد الوجهات وأيضا الفرائس والحماية من المفترسات.

وأضاف الطنطاوى، لليوم السابع،: عند ملاحظة تغيير فى المجال الكهرومغناطيسى وتغيير فى الضغط الجوى يرصد الطيور وبعض الحيوانات هذه التغيرات، وهو ما يعتبره خطر أو إنذار لخطر محدق على الحيوان، مما يسبب له اضطراب ويظهر عليه حالة غير طبيعية من حركات وإصدار أصوات تنبيه.

وتابع: من الحيوانات التى تستشعر الزلازل والأخطار بسبب إحساسها العالى بالتغير فى الضغط الجوى والمجال الكهرومغناطيسى،: الطيور على رأس القائمة، ومن ثم الثعابين و الجرذان، تأتى بعد ذلك معظم الحيوانات لكن بدرجات متفاوتة.

وأشار إلى أن الكلاب والقطط والخيليات تمتلك أيضا حواس متقدمة، حيث أن اذانها تلتقط الترددات العالية التى تصدر من القشرة الأرضية فى بداية حدوث الزلازل وقبل إحداث الهزة الأرضية، مما يجعلها تكون فى حالة هياج أو استشعار للخطر، وكل هذا يحدث قبل حدوث الزلازل وقبل رصدها بالاجهزة، ويظهر سلوكها فى إصدار أصوات مثل النباح والنهيق و الاضطراب فى الحركة والتجمع والقلق.

وأوضح أنه لا يمكننا أن نقول أن الحيوانات تتنبأ، لأن التنبؤ يكون قبل الحدث وبدون أى مقدمات له، إنما هو إحساس مبكر بالتغييرات التى لا يشعر بها الانسان وأيضا لا تلتقطها أجهزة الاستشعار.