في عصر تتسارع فيه وتيرة الحياة، ونلجأ فيه كثيرًا إلى الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة، يغيب عن أذهان الكثيرين أن ما نأكله لا يؤثر فقط على صحتنا الجسدية، بل يمتد أثره إلى الدماغ نفسه، مركز التفكير والذاكرة واتخاذ القرار.

تشير دراسات علمية متزايدة إلى أن هناك بعض الأطعمة التي يمكن أن تكون ضارة جدًا للدماغ، تؤثر سلبًا على وظائفه، وتزيد من احتمالية الإصابة بمشكلات مثل ضعف التركيز، تدهور الذاكرة، بل وربما الخرف على المدى الطويل.

في هذا التقرير، نسلط الضوء حسب موقع " onlymyhealth" على أطعمة شائعة في حياتنا اليومية، لكنها تحمل في طياتها خطرًا صامتًا على صحة الدماغ، تعرف عليها، وابدأ في اتخاذ قرارات غذائية أكثر وعيًا للحفاظ على ذهنك، وذاكرتك قوية.

المشروبات السكرية

من مشروبك الغازي الصباحي إلى مشروب الطاقة بعد الظهر، تُشكّل المشروبات السكرية مصدر قلق كبير، تُسبب هذه المشروبات ارتفاعًا سريعًا في سكر الدم، مما يؤدي إلى الالتهاب ومقاومة الأنسولين، وكلاهما مرتبط بتدهور الإدراك وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، علاوة على ذلك، غالبًا ما تُحل هذه السعرات الحرارية الفارغة محل الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مما يُفاقم حرمان الدماغ من الطاقة الأساسية.

الأطعمة المصنعة

غالبًا ما تكون الراحة مُكلفة، والأطعمة المُصنّعة بكثرة خير مثال على ذلك. فهي غنية بالدهون غير الصحية، وكميات كبيرة من الصوديوم، وإضافات صناعية، ومواد حافظة، مما يُقلل من قيمتها الغذائية للدماغ، الدهون المُتحولة الموجودة في العديد من الوجبات الخفيفة المُصنّعة والأطعمة المقلية يُمكن أن تُضعف الوظائف الإدراكية وتزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، كما يُمكن للمكونات الصناعية أن تُخلّ بالتوازن الدقيق لكيمياء الدماغ.

الكربوهيدرات المكررة

فكر في الخبز الأبيض والمكرونة والمعجنات. هذه الكربوهيدرات المكررة تتحلل بسرعة إلى جلوكوز، مما يسبب ارتفاعًا في سكر الدم مماثلًا لارتفاعه في المشروبات السكرية، على الرغم من أنها توفر دفعة مؤقتة من الطاقة، إلا أن الانهيار اللاحق قد يجعلك تشعر بالخمول والتشوش الذهني، مع مرور الوقت، يمكن أن يساهم اتباع نظام غذائي غني بالكربوهيدرات المكررة في مقاومة الأنسولين والالتهابات، مما يؤثر سلبًا على وظائف الدماغ.

الأطعمة المقلية

قد تبدو البطاطس المقلية المقرمشة والوجبات الخفيفة المقلية مغرية، لكنها غالبًا ما تكون مليئة بالدهون المشبعة والمتحولة غير الصحية، يمكن أن تساهم هذه الدهون في الالتهاب والإجهاد التأكسدي، وكلاهما ضار بخلايا الدماغ، ارتبط اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المقلية بضعف الوظائف الإدراكية وزيادة خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية.

المُحليات الصناعية

غالبًا ما تُسوّق المُحليات الصناعية كبديل صحي للسكر، إلا أنها قد لا تكون ضارةً بصحة الدماغ كما تبدو، بعض الدراسات تُشير إلى أن المُحليات الصناعية يُمكن أن تُسبب خللا في ميكروبيوم الأمعاء، مما يُؤثر بشكل كبير على صحة الدماغ، وربطتها دراسات أخرى بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث في هذا المجال.

اللحوم المصنعة 

 النقانق والهوت دوج واللحوم الباردة، غالبًا ما تحتوي هذه الأطعمة على مستويات عالية من الصوديوم والنترات والدهون المشبعة، يمكن أن تساهم هذه المواد في الالتهاب وارتفاع ضغط الدم، وكلاهما من عوامل خطر التدهور المعرفي والسكتة الدماغية، يُعد اختيار مصادر البروتين قليلة الدهون وغير المعالجة خيارًا أكثر حكمة لعقلك.

ينصح التقرير باتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون والدهون الصحية مثل أوميجا 3، فهذه الأطعمة توفر العناصر الغذائية الأساسية ومضادات الأكسدة التي يحتاجها دماغك لينمو.