يواصل وفد حزب الوعى الكشف عن ملامح التجربة الصينية فى التنمية، وذلك خلال اليوم الرابع من زيارة الحزب لجمهورية الصين، متنقلاً هذه المرة إلى مدينة هانزو، حيث تتلاقى الحداثة مع الجذور الثقافية فى مشهد نابض بالحياة.

وقال الحزب فى بيان صادر عنه اليوم: "جاءت هذه المحطة لتبرز كيف يمكن للتنمية أن تتجاوز المفهوم التقليدى للمشروعات الكبرى، لتتجذر فى تفاصيل الحياة اليومية، وفى قدرة المجتمعات المحلية على تحويل الموروث الثقافى إلى مصدر للقوة الاقتصادية".

وأوضح بيان الحزب: "واستهل الوفد يومه بجولة فى بحيرة الغرب، أحد أبرز المعالم الطبيعية والثقافية فى المدينة، حيث عاين تجربة فريدة تدمج بين حماية التراث وتفعيله اقتصاديًا. لم تقتصر الزيارة على الاستمتاع بجمال المكان، بل تركزت على فهم آلية تحويل هذا المعلم إلى فضاء اقتصادى نابض، يحتضن مشروعات صغيرة ومتوسطة قائمة على الهوية المحلية، من مقاهٍ ثقافية وحرف يدوية ومعارض تفاعلية، تتكامل مع علامات تجارية عالمية دون أن تخل بتوازن المكان أو تسيء إلى طبيعته."

وتابع: "هذا الدمج بين جماليات التراث وروح ريادة الأعمال، فى إطار تخطيط ذكى يحترم البيئة، كشف للوفد عن نموذج متقدم للتنمية المستدامة، حيث تتحول السياحة إلى نشاط اقتصادى وثقافى متكامل، لا يهدد الذاكرة ولا يعزل الإنسان عن تاريخه."

واستطرد: "وفى محطة ثانية، انتقل الوفد إلى تجربة مغايرة لكنها لا تقل تأثيرًا، من خلال زيارة إحدى الشركات المتخصصة فى التجارة الإلكترونية عبر البث الحى، حيث اطّلع على نماذج حية لرواد أعمال شباب تمكنوا من خلق فرص اقتصادية جديدة باستخدام أدوات بسيطة مثل الكاميرا والهاتف المحمول".

وأشار إلى استمع الوفد إلى قصص ملهمة لشباب صينيين نجحوا فى تأسيس مشاريع تسويقية مرنة، تجاوزت الحاجة إلى بنى تحتية ضخمة، وفتحت آفاقًا غير تقليدية أمام الاقتصاد المحلى. لقد بدا واضحًا أن الصين لم تكتف بإتقان أدوات الاقتصاد الرقمى، بل أعادت تعريفه من أساسه، ليصبح أكثر إنسانية، وأقرب إلى المجتمعات الصغيرة، وأكثر احترامًا للهوية الثقافية.

ولفت إلى أن وفد حزب الوعى، أدرك من خلال هذه التجربة، أن النهضة لا تولد فقط من رحم المشروعات الكبرى، بل من تمكين الأفراد، وتفعيل الثقافة، وربط القانون بالتنمية، وبناء الاقتصاد من داخل المجتمع لا من خارجه. وتؤمن قيادة الحزب بأن ما اطلع عليه الوفد فى هانزو يمثل نموذجًا ملهمًا يمكن الاستفادة منه فى صياغة مشروع وطنى متكامل لمصر، يستلهم التجربة الصينية من دون أن ينسخها، ويرتكز على تمكين الشباب، واحترام البيئة، وتسويق المنتجات المحلية بأدوات رقمية ذكية، وإعادة الاعتبار للجمال والإبداع كعنصرين جوهريين فى العملية الاقتصادية.

وذكر الحزب أن ما لمسه الوفد بوضوح هو أن التغيير الذى شهدته الصين لم يكن صدفة، بل نتيجة لتخطيط طويل المدى، وتطبيق صارم للقانون على الجميع، ورؤية تنموية جعلت من الإنسان محورًا لكل السياسات. فى هذه المحطة، كما فى سابقتها، يتأكد لحزب الوعى أن مستقبل التنمية فى مصر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال مشروع يعيد ترتيب الأولويات، ويضع الإنسان، بثقافته وقدرته على الابتكار، فى قلب المعادلة الاقتصادية.