بالرغم من بداية العام الدراسي، تشهد المدارس الحكومية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين شللًا شبه تام للأسبوع الثاني على التوالي، نتيجة إضراب واسع ينفذه المعلمون احتجاجًا على استمرار قطع رواتبهم منذ سنوات.

وأكد نادي المعلمين اليمنيين في صنعاء، في سلسلة تغريدات نشرها اليوم الأحد على منصة "إكس"، أن الإضراب مستمر ولن يتراجعوا عنه حتى صرف المرتبات كاملة، معتبرًا أن تجاهل سلطات الحوثيين لمعاناة المعلمين دفعهم إلى هذه الخطوة.

وقال النادي: "للأسبوع الثاني على التوالي، شلل شبه تام يعصف بأغلب المدارس الحكومية"، مضيفًا أن ما يحدث يأتي احتجاجًا على مواصلة سلطات الحوثيين في قطع الرواتب، وعدم الاكتراث لأوضاع المعلمين والتربويين المعيشية.

وفي تغريدة أخرى، وصف النادي الوضع التعليمي بالكارثي قائلاً: "ما أقسى أن يصبح التعليم تجارة، والمعلم سلعة، والطالب زبونًا. معلم بلا راتب، وطالب بلا أمل، وحكومة بلا ضمير".

وتواجه المؤسسات التعليمية في مناطق سيطرة الحوثيين انهيارًا متسارعًا، وسط استمرار نهب رواتب الموظفين للعام الثامن على التوالي، رغم تعهدات سابقة بصرفها.

وكانت المليشيات الحوثية قد أعلنت مؤخرًا عن صرف نصف راتب شهري للمعلمين، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لامتصاص غضب الشارع بعد تصاعد القلق من تكرار سيناريو النظام السوري في مناطق سيطرة الحوثي، خاصة عقب سقوط نظام بشار الأسد.

ويأتي هذا التحرك الاحتجاجي بعد تفاقم الأوضاع المعيشية للمعلمين وتجاهل سلطات الحوثيين لمطالبهم، ما ينذر بتصعيد أكبر في حال استمر الانقطاع الكامل للمرتبات وغياب أي حلول جدية.