
شهدت صناديق الاستثمار في الذهب في السوق المصرية طفرة لافتة خلال الشهور الخمسة الأولى من عام 2025، بعد أن ارتفعت أصولها بنسبة 69% لتسجل نحو 2.2 مليار جنيه، مدفوعة بإقبال غير مسبوق من المستثمرين الأفراد والمؤسسات الباحثين عن أدوات فعّالة للتحوط من تقلبات السوق والتضخم وتراجع قيمة العملة
الذهب ملاذ آمن وأداة استثمارية أساسية
مع تصاعد الأزمات الاقتصادية داخليًا وخارجيًا، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة، وعلى رأسها الصراع الإيراني الإسرائيلي، شهدت توجهات المستثمرين في مصر تحولاً جوهريًا وبات الإقبال على الذهب أكثر من أي وقت بإعتبارة الملاذ الآمن وأفضل الطرق الاستثمارية من حيث المخاطر
210 آلاف مستثمر.. وانتشار متسارع
وأطلقت السوق المصرية 3 صناديق استثمار في الذهب منذ مايو 2023 وحتى الآن، واستقطبت ما يزيد على 210 آلاف مستثمر، في رقم غير مسبوق يعكس الثقة المتزايدة بهذا النوع من الأدوات.
صناديق الذهب بديلاً عن السبائك والمشغولات
وكشف أحمد أبو السعد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة “أزيموت”، أن صناديق الذهب أصبحت حلاً مثالياً للفئات التي لم تعد قادرة على شراء السبائك أو المشغولات الذهبية بفعل الارتفاع الكبير في أسعارها، وأشار إلى أن صندوق “أزيموت جولد” جذب شريحة متنوعة من المستثمرين، بينهم من دخلوا لأول مرة سوق الذهب.
ودعا أبو السعد إدارات الصناديق الحالية إلى زيادة الوعي العام بمزايا هذا النوع من الاستثمار، خصوصًا وأنه يتمتع بدرجة عالية من المرونة، سواء في الدخول أو الخروج، مقارنة بالطرق التقليدية.
خطوات سهلة وحوافز ضريبية
باتت آلية الاستثمار في صناديق الذهب متاحة إلكترونيًا بسهولة، إذ يُمكن للمستثمر فتح حساب وتوقيع استمارة رقمية لشراء وثائق استثمار، مع إمكانية الاسترداد النقدي أو الحصول على الذهب الفعلي وفق شروط كل صندوق ويُتوقع أن تُسهم الحوافز الضريبية المرتقبة في جذب شرائح جديدة من المستثمرين
سوق واعدة ومفتوحة للابتكار
على الرغم أن الصناديق القائمة تلبي جزءًا كبيرًا من الطلب الحالي، فإن المستقبل لا يزال واعدًا لمزيد من الابتكار في أدوات الاستثمار في الذهب، بما يُمكّن فئات أوسع من الدخول إلى هذا السوق الحيوي بسهولة وفعالية ويبدو أن صناديق الذهب في مصر باتت تسير بخطى ثابتة لتصبح أحد الأعمدة الجديدة في مشهد الاستثمار المحلي، في ظل تحولات اقتصادية عالمية تدفع نحو أدوات أكثر أمانًا ومرونة.