
في عملية نوعية، أعلنت مصادر أمنية غربية، اليوم، عن اغتيال الإيراني بهنام شهرياري، أحد أبرز قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في ضربة جوية يُعتقد أن إسرائيل تقف خلفها. ويُوصف الرجل بأنه “الدماغ اللوجستي” لعمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الميليشيات الحوثية في اليمن، ما يجعله أحد أبرز المسؤولين عن تصدير الأزمة اليمنية.
من هو بهنام شهرياري؟
بحسب وثائق استخباراتية ، فإن شهرياري (52 عامًا) كان يشغل منصب رئيس وحدة التهريب البحري والجوي في فيلق القدس، وتحديدًا في “خلية اليمن” التابعة للفيلق.
وقد تولى المنصب بعد اغتيال قائده السابق حسن إيرلو في 2021.
-
المهام: الإشراف على تحميل وتفريغ شحنات الأسلحة (بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة) من موانئ إيرانية سرية إلى السفن التجارية، ثم توجيهها إلى الحوثيين عبر طرق متفرعة (مثل سواحل الصومال أو اليمن).
-
العلاقة بالحرب اليمنية: تُظهر وثائق الأمم المتحدة تورطه المباشر في عمليات تسليم الحوثيين صواريخ “بدر” و”صاروخ” التي استُخدمت في قصف السعودية والإمارات، كما كان مشرفًا على تدريب عناصر الحوثي على تركيب الرؤوس المتفجرة.
شهرياري.. “جزار اليمن” بحسب الضحايا
تقول منظمات حقوقية يمنية إن المسؤول الإيراني المُغتال كان “شريكًا في جرائم حرب”، مستندة إلى:
-
تدمير الاقتصاد: تهريبه للنفط الإيراني المهرّب إلى الحوثيين، والذي مكّن الميليشيا من تمويل حربها بعيدًا عن الرقابة الدولية.
-
تصنيع الألغام: وثّقت “هيومن رايتس ووتش” عام 2022 تورط إيران في إمداد الحوثيين بألغام بحرية، وكان شهرياري يُشرف على هذه العمليات.
-
ضرب المدنيين: الصواريخ التي هربها استُخدمت في قصف مخيمات النازحين في مأرب وتعز، وفق تقارير محلية.
لماذا الآن؟
تحليل استراتيجي يُرجح أن الاغتيال يأتي في سياق:
-
تصعيد إسرائيلي ضد النفوذ الإيراني بعد اندلاع الحرب بينهما.
-
ضرب “الشريان اللوجستي” للحوثيين الذين يعانون نقصًا حادًا في السلاح منذ فرض الحصار على ميناء الحديدة.
-
رسالة إلى طهران بأن “طريق اليمن” لم يعد آمنًا لقادتها.
الاغتيال يُضيء مجددًا على الدور الإيراني في اليمن، لكنه يطرح سؤالًا: هل ستكون الضربة بداية انهيار “المشروع الإيراني” في اليمن، أم مجرد حلقة في حرب الظلال؟