“المصري الديمقراطي” يدعو الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لتحرّك مشترك لحماية القانون الدولي

“المصري الديمقراطي” يدعو الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لتحرّك مشترك لحماية القانون الدولي
الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي

أرسل الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي خطابًا رسميًا إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني (SPD)، عبّر فيه عن قلقه العميق من تصاعد العنف في الشرق الأوسط، ولا سيما الحرب بين إسرائيل وإيران والكارثة الإنسانية المتواصلة في قطاع غزة، داعيًا إلى تحرّك مشترك وفعّال من الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية على المستوى الإقليمي والدولي.

وُجِّه إلى الدكتور فيليب فينك، أمين العلاقات الدولية في الحزب الألماني،  ورئيس الحزب السيد لارس كلينجبايل

فيما يلي نص الخطاب :
نكتب إليكم في لحظةٍ بالغة الخطورة، إذ يواجه الوضع الإنساني والقانوني والجيوسياسي في الشرق الأوسط انهيارًا وشيكًا.

إنّ التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، إلى جانب الدمار الكارثي الذي يتعرض له قطاع غزة، لا يهدد استقرار المنطقة فحسب، بل يقوّض كذلك أسس القانون الدولي ويكشف عن عجزٍ متزايد للمجتمع الدولي في حماية أرواح المدنيين.

 

هذه ليست لحظة للصمت أو التردد؛ بل لحظة تتطلب وضوح الموقف، وشجاعة الفعل، وتضامنًا سياسيًا وإنسانيًا. فإذا لم تتحرك القوى الديمقراطية الاجتماعية الآن، فسيسجّل التاريخ هذا التقاعس، ولن تغفر لنا الأجيال القادمة صمتنا إزاء مأساة بهذا الحجم.

تجاوز عدد القتلى في غزة 55 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال. وقد تعرّضت البنية التحتية المدنية — بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء — للقصف المتكرر، وسُوِّيت أحياء سكنية كاملة بالأرض. وأضحت المجاعة والنزوح ومنع وصول المساعدات الإنسانية مشاهد يومية.

 

هذا الواقع لا يمكن تبريره بأي منطق عسكري؛ إذ يُشكِّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف. وفي الوقت ذاته، تتصاعد المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، مهددةً بجرّ المنطقة إلى حربٍ إقليمية شاملة ذات تداعيات عالمية خطيرة.
في 17 يونيو. 
صرّح المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقابلة تلفزيونية بأن «إسرائيل تقوم بالعمل القذر نيابةً عنّا جميعًا» في إيران، ودعا إلى «توجيه ضربة حاسمة» لما وصفه بـ«نظام الملالي في طهران».

 

نعرب عن قلقنا العميق حيال هذا التصريح، الذي يمثّل دعمًا مطلقًا وغير مشروط، من دون أي إشارة إلى التناسب أو حماية المدنيين أو الكارثة الإنسانية المتواصلة في غزة. ويمكن فهم مثل هذه اللغة باعتبارها تفويضًا مفتوحًا بالتصعيد العسكري، وهو ما يتعارض مع التزامات ألمانيا القانونية الدولية ويناقض القيم الجوهرية التي نتمسّك بها كأحزاب ديمقراطية اجتماعية: التعددية، والاتزان الأخلاقي، واحترام حقوق الإنسان، وسيادة القانون.

 

إنّ الدفاع عن إسرائيل يجب ألا يكون على حساب القانون الدولي ولا على حساب أرواح آلاف الأبرياء.
المخاطر ليست إقليمية فحسب – بل عالمية
• إنّ أمن إسرائيل على المدى الطويل لن يتحقق بالحرب، بل سيتهدد بفعل العزلة الدولية وتصاعد الغضب العالمي وعودة معاداة السامية إلى الواجهة.
• يواجه استقرار أوروبا تهديدات متزايدة بفعل أزمات الطاقة والهجرة القسرية وانتشار التطرف على ضفتي المتوسط.
• الشرعية الدولية مهددة بالانهيار، إذ يُشكِّل الاستخدام المفرط للقوة وتجاهل المعايير القانونية سابقة خطيرة تقوّض النظام الدولي بأكمله.

ندعو الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني إلى قيادة مبادرة مشتركة — داخل ألمانيا، وفي الاتحاد الأوروبي، وبين العائلة الديمقراطية الاجتماعية الدولية — تشمل ما يلي:
1. السعي إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران تحت رعاية الأمم المتحدة وبضمانات إقليمية.
2. العمل على  وقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة، وضمان فتح ممرات إنسانية آمنة، وتدفق المساعدات، وإتاحة الوصول الدولي المستقل للمراقبة والإغاثة.
3. إجراء مراجعة دقيقة لصادرات الأسلحة الألمانية وربطها بالامتثال الفعلي للقانون الدولي الإنساني.
4. إطلاق مبادرة دبلوماسية أوروبية بالتنسيق مع مصر والأردن ودول الخليج لاحتواء التصعيد.
5. إحياء عملية سياسية جادة قائمة على حل الدولتين، ترتبط بإعادة إعمار غزة وتوفير أفق سياسي واقعي للشعبين.
6. الإيقاف الفوري لأي مخطط للتهجير القسري للشعب الفلسطيني، مع التأكيد على الاحترام الكامل لسيادة الدول المجاورة وأمنها القومي وحدودها المعترف بها دوليًا.

 

نقترح الخطوات التالية بين حزبينا:
• تشكيل مجموعة عمل طارئة بين الحزبين خلال أسبوع واحد لصياغة موقف موحَّد وتنسيق التحركات البرلمانية والإعلامية.
• طرح مبادرة مشتركة داخل تحالف التقدميين لتأسيس لجنة دولية من الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية للضغط من أجل وقف التصعيد.
• تنظيم زيارات متبادلة بين البرلمانيين وقيادات الحزبين من القاهرة وبرلين لتنسيق المواقف والتأكيد على التضامن العملي.

الأصدقاء الأعزاء،

إنّ الصمت ليس حيادًا، بل تواطؤ. والتأجيل ليس دبلوماسية، بل تقصير أخلاقي. إننا نعيش لحظة لا تحتمل الغموض ولا المجاملة؛ لحظة تتطلب الشجاعة، والفعل، وتحمل المسؤولية. فلنقف معًا دفاعًا عن المبادئ التي نشأنا عليها كقوى ديمقراطية اجتماعية.

مع خالص التقدير،
السيد فريد زهران
رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي

الدكتور فريدي البياضي
نائب الرئيس للعلاقات الخارجية
عضو مجلس النواب-جمهورية مصر العربية

 

يأتي هذا الخطاب في إطار جهود الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي للتأكيد على دور الأحزاب التقدمية في مواجهة الحروب وتعزيز السلم الدولي، وتمسّكه بالحلول السياسية والقانون الدولي كمرجعية لا غنى عنها أمام خطر الانزلاق نحو الفوضى. كما يأتي أيضًا في سياق العلاقات الدولية الواسعة التي يتمتع بها الحزب، وفي ظل تنسيقه المستمر مع شركائه في العائلة الديمقراطية الاجتماعية حول العالم. ويعتزم الحزب توجيه خطابات مماثلة إلى عدد من الأحزاب الصديقة التي تربطه بها علاقات متينة، خصوصًا تلك التي تشارك في الحكم أو تقود الائتلافات الحكومية في الدول الأوروبية، بهدف دفع تحرّك مشترك أكثر تأثيرًا لوقف التصعيد وضمان احترام المبادئ الإنسانية والقانونية على المستوى الدولي