عودة “فخ الأموال الساخنة”.. إزاي مصر تحمي نفسها من “سيناريو 22”؟

عودة “فخ الأموال الساخنة”.. إزاي مصر تحمي نفسها من “سيناريو 22”؟
الأموال الساخنة

يا ترى ايه سر استمرار تدفق الأموال الساخنة على مصر رغم التوترات الاقليمية ؟ وايه المخاوف المرتبطة بالأموال دي وخروجها المفاجيء؟ وحجم الأموال الساخنة وصل لكام حاليا؟

رغم إن المنطقة مشتعلة ومليانة توتر بين إيران وإسرائيل..ورغم إن العالم كله ماشي على أطراف صوابعه.. إلا إن الأموال السخنة لسه بتدخل مصر وبأرقام كبيرة.

آخر رقم رسمي بيقول إن استثمارات الأجانب في أدوات الدين المحلية وصلت لـ38 مليار دولار لحد نهاية مارس اللي فات.. الرقم كبير.. وأكبر من توقعات ناس كتير.

بس خلينا نفهم يعني إيه “أموال سخنة”؟

دي ببساطة استثمارات أجنبية جاية تدور على عائد سريع وسهل.. يعني أذون خزانة.. سندات.. أي حاجة مربحة وفيها سيولة عالية.. بس المشكلة إن الفلوس دي ممكن تطلع من السوق في لحظة.

وده بيخلي تأثيرها على سعر الجنيه حساس جدًا.. يعني حسب كلام خبراء الاقتصاد.. لو خرج مليار دولار بس.. الجنيه ممكن ينخفض 50 قرش
لكن لو نفس المليار دخل.. الجنيه يمكن يزيد 20 قرش بالعافية وده بيوضح قد إيه تأثيرها غير متوازن.. بتوقعك بسرعة.. وبتشيلك على مهلك.

الموضوع مش جديد.. مصر بقالها سنين بتعتمد على الأموال دي كحل مؤقت يعني إسعاف سريع لعجز الموازنة.. لكن مش حل دائم أو مستدام.

ومع إن الحكومة بتقول إنها غطت احتياجاتها من الدولار 3 شهور ورا بعض.. لكن حركة الفلوس دي لسه قادرة تقلب السوق من فوق لتحت.. بس فيه تغيير حصل بعد أزمة 2022.

الحكومة بقت أكثر حذر.. بتعزل ما بين 70 لـ80٪ من الفلوس دي في حسابات خاصة بحيث لو خرجت.. ما يحصلش زلزال.

كمان بعد تعويم الجنيه في مارس 2024..العملة بقت بتتحرك بحرية أكتر حسب العرض والطلب.. وده قلل شوية من صدمة أي خروج مفاجئ.

يعني ممكن نقول إن التأثير دلوقتي مؤقت ومحدود خصوصًا مع تحسن مصادر تانية للدولار زي السياحة.. قناة السويس.. تحويلات العاملين.

بس الأكيد .. ان الاعتماد على الفلوس السخنة زي اللي بيستلف من حد مزاجه متقلب .. ساعة يدخل عليك بعزومة.. وساعة تانية يسيبك في عز الأزمة.

فالسؤال اللي لازم نسأله: إمتى مصر تقدر تستغنى عن الأموال دي؟ وهل فعلاً الخطط الجديدة كفاية علشان تحمي الجنيه من الهزات الجاية؟