
قال الخبير المصرفي محمد عبد العال، إن الجنيه المصري أبدى أداءً قويًا خلال تعاملات اليوم أمام الدولار الأمريكي، رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن ذلك يعكس قدرة الدولة على إدارة الأزمات الاقتصادية بثقة ومرونة.
ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر على سعر الدولار مقابل الجنيه
وقال الخبير المصرفي محمد عبد العال، خلال تصريحات في برنامج “اقتصاد مصر” المذاع عبر شاشة قناة أزهري، ان هناك ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر على سعر الدولار مقابل الجنيه، وهي قوة الدولار عالميًا كملاذ آمن خلال الأزمات، وحركة الأموال الساخنة المتدفقة نحو الأسواق الناشئة، وحجم التدفقات الدولارية والاستثمارية إلى السوق المصري.
وأوضح أن الدولار تأثر سلبيًا بالأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، نتيجة حالة الحذر في الاقتصاد الأمريكي، وهو ما أتاح بعض الهامش لتحسّن أداء العملات الناشئة، وعلى رأسها الجنيه المصري.
الدولار تأثر سلبيًا بالأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط
وأضاف أن الاحتياطي النقدي الأجنبي لمصر لا يزال مستقرًا وقويًا، ما يوفّر دعمًا مباشرًا للجنيه ويعزز ثقة الأسواق في صمود الاقتصاد الوطني رغم التحديات الخارجية.
الجنيه مرشّح للتعافي.. واستمرار السياسات المرنة مفتاح الاستقرار
توقع الخبير المصرفي محمد عبد العال أن يواصل الجنيه المصري تعافيه التدريجي أمام الدولار خلال الفترة المقبلة، رغم ما تشهده المنطقة من تقلبات حادة بسبب الأزمات الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن السوق سيشهد حركة تقلبات طبيعية في أسعار الصرف، لكنها ستظل تحت السيطرة.
وشدد خلال تصريحات عبر برنامج “اقتصاد مصر” المذاع على قناة أزهري، على أهمية الإبقاء على السياسات النقدية المرنة والمدروسة، باعتبارها عاملًا حاسمًا في الحفاظ على استقرار الجنيه، إلى جانب ضرورة مراقبة تدفقات الاستثمار الأجنبي، خاصة في أدوات الدين.
وأوضح أن استمرار دعم الاحتياطي النقدي، وتحفيز الثقة في مناخ الاستثمار، من شأنه أن يعزز قوة العملة المحلية، ويمنح السوق قدرًا أكبر من التوازن وسط تغيرات الأسواق الخارجية.
واختتم عبد العال مداخلته بالتأكيد على أن أداء الجنيه المصري لا يعكس فقط التفاعل مع المتغيرات الدولية، بل يُعد مؤشرًا على صلابة الإدارة الاقتصادية، وعلى قدرة الدولة على تجاوز الأزمات بديناميكية تحفظ التوازن النقدي والمالي في آن واحد.