تعرف على منشأة ”فوردو النووية” في إيران التي تقف إسرائيل عاجزة أمامها

تعرف على منشأة ”فوردو النووية” في إيران التي تقف إسرائيل عاجزة أمامها
أعمال سابقة بالمنشأة

في عمق جبال منطقة قم جنوب غرب طهران، ترقد منشأة فوردو النووية، أحد أكثر المواقع تحصينًا في البرنامج النووي الإيراني، والتي باتت تمثل تحديًا عسكريًا واستخباراتيًا لإسرائيل وحلفائها. الموقع المصمم ليصمد أمام أقسى أنواع الهجمات، قد لا تنجح في تدميره حتى أقوى القنابل الحديثة.

تقارير دولية، بينها تحقيق نشرته شبكة CNN، وصفت فوردو بأنها “منشأة شبه منيعة”، محمية بخمسة أنفاق محفورة في عمق يتراوح بين 80 و90 مترًا تحت سطح الأرض، ويغلفها جبل صلب وخرسانة مسلحة. وتشير الصور الفضائية إلى أن أي هجوم يستهدفها يتطلب ذخائر قادرة على اختراق هذه التحصينات، مثل القنبلة الأميركية GBU-57 التي تستطيع اختراق نحو 60 مترًا فقط. لكن هذه القنبلة لا تُحمَل إلا على طائرات “بي-2” الشبح، وهي طراز لا تملكه إسرائيل. ولا أي دولة في العالم سوى الولايات المتحدة.

صحيفة فايننشال تايمز البريطانية كانت قد أكدت أن فوردو مصممة بطريقة تجعلها بعيدة عن مرمى الأسلحة الإسرائيلية المعروفة، وهو ما يدفع تل أبيب حاليًا، وفقًا لمصادر أمنية، إلى دراسة خيارات بديلة كاستهداف مداخل الأنفاق أو شبكات الكهرباء والتهوية، في محاولة لإخراج المنشأة من الخدمة مؤقتًا.

وفي سياق التصعيد القائم بين إيران وإسرائيل، تستمر الدعوات داخل إسرائيل والولايات المتحدة لتوسيع نطاق الضربات لتشمل البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل، بما في ذلك منشأة فوردو. مسؤولون إسرائيليون وصفوا الموقع بأنه “قلب البرنامج النووي الإيراني”، فيما قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، يحيئيل لايتر، في تصريح لقناة “فوكس نيوز”: “يجب أن تُستكمل هذه العملية بالكامل بالقضاء على فوردو”.

فوردو، التي بدأ العمل على بنائها عام 2006 ودخلت الخدمة فعليًا عام 2009، كانت مشمولة ضمن اتفاق 2015 النووي، حيث التزمت إيران بتعليق التخصيب داخلها وتحويلها إلى مركز أبحاث. لكن بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018، استأنفت طهران تخصيب اليورانيوم في المنشأة، مؤكدة أن نشاطها النووي مخصص لأغراض مدنية.

وتقع المنشأة على بعد 95 كم جنوب غرب طهران و32 كم جنوب مدينة قم، ويعتقد أنها محاطة بأنظمة دفاع جوي إيرانية وروسية، ربما تعرّض بعضها للاستهداف في الهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة.

ويستمر الجدل حول مدى قدرة إسرائيل على تنفيذ ضربة فعالة ضد فوردو دون مشاركة أميركية مباشرة، خاصة في ظل استمرار إدارة الرئيس دونالد ترامب في دراسة خيارات التدخل، في وقت لم تحسم فيه الحرب المفتوحة بين الجانبين كفتها لأي طرف، رغم خسائر إيران في بعض منشآتها فوق الأرض ومقتل عدد من قادتها العسكريين.

ومع تعقيد فوردو الهندسي وموقعها الجغرافي المحصن، تبقى هذه المنشأة من أبرز أوراق الردع النووي التي تراهن عليها طهران في مواجهة أي عمل عسكري محتمل.