وداعًا الكرش .. حقن إنقاص الوزن ثورة في الوقاية من السرطان المرتبط بالسمنة

وداعًا الكرش .. حقن إنقاص الوزن ثورة في الوقاية من السرطان المرتبط بالسمنة
علاج السمنة

في دراسة علمية جديدة قد تُحدث نقلة نوعية في الوقاية من السرطان، كشف باحثون أن حقن إنقاص الوزن قد تساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالبدانة بنسبة تصل إلى 50%، وتشير هذه النتائج إلى إمكانيات هائلة في استخدام هذه الأدوية ليس فقط لتقليل الوزن، بل أيضًا كوسيلة وقائية فعالة ضد بعض أنواع السرطان.

البدانة والسرطان: علاقة موثقة تتطلب تدخلًا فعالًا

ترتبط السمنة بالإصابة بثلاثة عشر نوعًا مختلفًا من السرطان، من بينها سرطان الثدي، القولون والمستقيم، المبيض، البنكرياس، وغيرها، ومع أن فقدان الوزن يُعد إجراءً وقائيًا معروفًا، فإن الدراسة الإسرائيلية التي شملت 6000 مشارك بالغ قدمت أدلة على أن أدوية GLP-1RAs تملك خصائص تتجاوز قدرتها على تقليل الوزن.

تفاصيل الدراسة: جراحة أم دواء؟

أُجريت المقارنة بين مجموعتين: الأولى خضعت لجراحة علاج البدانة، والثانية تلقت أدوية مثل ليراغلوتيد (Saxenda) ودولاغلوتيد (Trulicity)، وهي أدوية تُحاكي هرمون GLP-1 وتُقلل الشهية وتخفض مستويات السكر، رغم أن الجراحة أظهرت تفوقًا طفيفًا في كمية الوزن المفقود، فإن الانخفاض في خطر الإصابة بالسرطان كان متقاربًا بين المجموعتين، ما يُشير إلى أن هذه الأدوية تحمل آثارًا وقائية إضافية.

فعالية تفوق التوقعات

أظهرت البيانات أن جراحة البدانة تقلل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 30-42%، بينما أظهرت أدوية GLP-1RAs انخفاضًا في الخطر بنسبة تقترب من 50%، وأوضح البروفيسور درور ديكر أن التأثير المحتمل لهذه الأدوية يعود إلى آليات متعددة، منها تخفيض الالتهاب المزمن في الجسم، والذي يُعد سمة شائعة في تطور الأورام السرطانية.

أدوية أكثر تقدمًا ونتائج أعمق

وفي تجربة إضافية قارنت بين دواء مونجارو (Mounjaro) وويغوفي (Wegovy)، لوحظ أن المرضى الذين استخدموا مونجارو فقدوا وزنًا بنسبة 20.2%، مقابل 13.7% لدى مستخدمي ويغوفي، هذه الفروقات تعزز فكرة أن فعالية الدواء قد تكون مرتبطة مباشرة بحجم الوزن المفقود، وتفتح المجال لاختبارات أوسع حول الأثر السرطاني المباشر لهذه الأدوية.

تفسيرات بيولوجية ودعوات لأبحاث موسعة

يرى البروفيسور مارك لاور، من جامعة كوينز في بلفاست، أن هذه النتائج تُشكل تحولًا حقيقيًا في المفاهيم الوقائية، ويُعزز ذلك الفهم البيولوجي لاستهداف مستقبلات GLP-1 كوسيلة لتقليل الالتهاب، وهو عامل مركزي في تطور السرطان.

فرصة لاختبارات أوسع وتوسيع نطاق الفائدة

أوصى باحثون بضرورة توسيع الدراسة لتشمل المرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا بالسرطان، لتحري مدى مساهمة هذه الحقن في تحسين فرص البقاء على قيد الحياة، وقال البروفيسور جايسون هالفورد: إن أهمية هذا النوع من العلاج تتجاوز الوقاية، إذ يشكل التحكم بالوزن أولوية صحية للمرضى بعد التشخيص، ما قد يفتح الباب لعلاجات داعمة.

خطة مستقبلية وتجارب واسعة النطاق

وفي بيان مشترك صدر خلال مؤتمر طبي، دعا العلماء إلى منح أولوية لأبحاث تجريبية حول حقن إنقاص الوزن، وقد أعلنت جامعة مانشستر، بدعم من مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا، نيتها إطلاق تجربة سريرية كبرى تشمل عشرات الآلاف من المشاركين خلال الأعوام الثلاثة إلى الخمسة المقبلة.

أمل واقعي بعلاج متاح

وصف الباحثون هذه الحقن بأنها تملك فعالية “رائعة حقًا”، وقد تصبح متاحة للاستخدام الواسع كدواء وقائي فعّال، ما يمثل تقدمًا حقيقيًا لم يكن متاحًا سابقًا في مجالات الطب الوقائي للسرطان المرتبط بالسمنة.

حقن إنقاص الوزن، السمنة والسرطان، الوقاية من السرطان، دواء مونجارو، دواء ويغوفي، GLP-1، علاج البدانة، أدوية التخسيس، الالتهاب المزمن، علاج وقائي، السرطانات المرتبطة بالسمنة، الجراحة لعلاج السمنة، جامعة مانشستر، مؤسسة أبحاث السرطان، مستقبل الطب الوقائي.