تصريحات متباينة في جنيف بشأن النووي الإيراني وإسرائيل.. وأمريكا تحرك 5 مدمرات

تصريحات متباينة في جنيف بشأن النووي الإيراني وإسرائيل.. وأمريكا تحرك 5 مدمرات
عراقجي

شهدت مدينة جنيف، اليوم الجمعة، سلسلة تصريحات دولية متباينة حول الملف النووي الإيراني والتوترات المتصاعدة بين طهران وتل أبيب، وسط دعوات متكررة لاحتواء التصعيد من خلال المسار الدبلوماسي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، إن بلاده تؤمن بأن “حل الملف النووي الإيراني لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الحوار”، مؤكدًا أن “العمليات العسكرية قد تعطل البرنامج النووي الإيراني، لكنها لن توقفه”، في إشارة إلى ضرورة تجنّب الخيار العسكري وتفضيل المفاوضات.

من جهته، أكد وزير الخارجية البريطاني أن بلاده “تحرص على مواصلة النقاش مع إيران بشأن ملفها النووي”، مشددًا على ضرورة عدم امتلاك إيران لسلاح نووي. وأضاف: “نمر بلحظة حرجة ومن المهم للغاية ألا نشهد تصعيدًا إقليميًا جديدًا”، داعيًا طهران إلى الاستمرار في محادثاتها مع الولايات المتحدة لتفادي مزيد من التدهور في المنطقة.

في المقابل، ردّ وزير الخارجية الإيراني، خلال مشاركته في اجتماعات جنيف، بالتأكيد على أن البرنامج النووي الإيراني “سلمي تمامًا وخاضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، مشيرًا إلى أن بلاده “ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن نفسها”.

كما دعا مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، النظام الإسرائيلي إلى “وقف عدوانه وجرائمه”، معبرًا عن قلق بلاده من “غياب التنديد الدولي بالهجمات الإسرائيلية الشنيعة”، على حد وصفه.

وفي سياق التصعيد العسكري، نقلت شبكة “فوكس نيوز” عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن البحرية الأميركية رفعت عدد مدمرات الصواريخ الموجهة المنتشرة شرق البحر المتوسط إلى خمس مدمرات، في خطوة تأتي بالتزامن مع تصاعد التوترات في المنطقة.

وعصر اليوم الجمعة، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى مدينة جنيف، لإجراء محادثات حساسة مع نظرائه الأوروبيين بشأن برامج بلاده النووية والصاروخية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

اللقاء الذي يأتي في ظل تصعيد عسكري متسارع، يهدف إلى إعادة فتح باب الدبلوماسية، وسط تخوفات متزايدة من دخول المنطقة في نفق مواجهة شاملة، خاصة بعد تصاعد الضربات الإسرائيلية بدعم أميركي.

تشمل المحادثات وزراء خارجية كل من بريطانيا، فرنسا، وألمانيا (الترويكا الأوروبية)، إضافة إلى كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي. كما يجري التنسيق بشكل وثيق مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، رغم أن واشنطن لم تشارك رسميًا في الجولة الأولى من اللقاءات.

وقالت مصادر دبلوماسية إن الأوروبيين أجروا اتصالًا نادرًا مع عراقجي، وأكدوا فيه ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات، محذرين من “السيناريو الأسوأ” في حال استمرت التصعيدات. ووافق الجانبان على اللقاء وجهًا لوجه بناءً على مقترح إيراني.

يُذكر أن جنيف كانت قد استضافت عام 2013 مفاوضات أدت إلى اتفاق نووي مبدئي بين إيران والقوى العالمية، تبعها الاتفاق الشامل في 2015.