خبراء يحذّرون.. أي استهداف لمفاعل بوشهر قد يُشعل كارثة نووية في المنطقة

خبراء يحذّرون.. أي استهداف لمفاعل بوشهر قد يُشعل كارثة نووية في المنطقة
خبراء يحذّرون.. أي استهداف لمفاعل بوشهر قد يُشعل كارثة نووية في المنطقة

في ظل تصاعد حدة التوترات بين إسرائيل وإيران، حذر خبراء في الطاقة النووية والبيئة من العواقب الكارثية المحتملة لأي هجوم يستهدف محطة “بوشهر” النووية الإيرانية، مؤكدين أن مثل هذه الخطوة قد تُفضي إلى كارثة بيئية غير مسبوقة في الشرق الأوسط.

وبحسب تقرير لوكالة “رويترز”، فإن الضربات الإسرائيلية التي طالت عددًا من المنشآت النووية الإيرانية حتى الآن، بما فيها نطنز وأصفهان وأراك وطهران، لم تسفر عن تسرب إشعاعي يهدد السكان أو البيئة، في حين بقيت المخاطر محصورة في نطاقات محدودة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن بعض المواقع المستهدفة تقع تحت الأرض أو لم تكن تعمل وقت الهجوم.

بوشهر.. الخط الأحمر

ورغم ذلك، يُجمع عدد من الخبراء على أن أي استهداف مباشر لمحطة “بوشهر”، وهي مفاعل طاقة نووي يعمل بكامل طاقته، سيُعد تطورًا خطيرًا ذا تبعات تتجاوز الحدود الجغرافية، وقد يتسبب في إطلاق كميات كبيرة من المواد المشعة في الهواء أو البحر، ما يهدد حياة ملايين السكان في المنطقة ويؤثر على استقرار أسواق الطاقة العالمية.

وكانت المخاوف قد تصاعدت مؤخرًا بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي، عن طريق الخطأ، قصفه موقعًا في بوشهر، قبل أن يتراجع عن التصريح ويؤكد أنه كان خطأً في الإعلان.

طبيعة الهجمات وتقديرات الأضرار

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن منشآت حيوية أُصيبت بأضرار جراء الهجمات الإسرائيلية، شملت مراكز تخصيب اليورانيوم ومنشآت لإنتاج أجهزة الطرد المركزي، في حين لم تسجل حتى الآن مؤشرات على تلوث إشعاعي مباشر.

وأكدت الباحثة داريا دولزيكوفا، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، أن أغلب المخاطر في هذه المرحلة تظل كيميائية أكثر منها إشعاعية، مشيرة إلى خطورة تفاعل مادة سادس فلوريد اليورانيوم مع بخار الماء، ما قد يؤدي إلى إطلاق مواد ضارة في الجو.

أما البروفيسور بيتر براينت، من جامعة ليفربول، فأوضح أن المواقع المستهدفة مصممة لتحمّل مثل هذه الظروف، وأن احتمالات التسرب الإشعاعي تبقى ضئيلة طالما لم يُستهدف مفاعل نشط.

السيناريو الأسوأ.. استهداف مفاعل يعمل

لكن القلق الأكبر، بحسب محللين، يتمثل في احتمال استهداف مفاعل كبير نشط مثل “بوشهر”، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى إطلاق كميات هائلة من العناصر المشعة، سواء في الغلاف الجوي أو عبر السواحل البحرية، وفق ما أشار إليه البروفيسور ريتشارد ويكفورد، أستاذ علم الأوبئة بجامعة مانشستر.

بدوره، حذّر جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسات النووية بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، من أن أي ضربة مباشرة لبوشهر “قد تفضي إلى كارثة إشعاعية متكاملة”، مضيفًا أن ما حدث حتى الآن لا يرقى إلى مستوى الكارثة لكنه لا يخلو من الخطورة.

وفي السياق ذاته، اعتبر سايمون بينيت، من جامعة ليستر البريطانية، أن أي استهداف لبوشهر سيكون تصرفًا بالغ الخطورة، وقد يؤدي إلى “إطلاق غير منضبط للمواد المشعة في المنطقة”، مشددًا على أهمية تجنّب التصعيد الذي قد يُشعل فتيل أزمة بيئية إقليمية.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك