الحوثيون يُنظمون تمرينًا قتاليًّا واسعًا في صعدة.. والرسائل موجهة إلى الرياض وتل أبيب - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحوثيون يُنظمون تمرينًا قتاليًّا واسعًا في صعدة.. والرسائل موجهة إلى الرياض وتل أبيب - كورة نيوز, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 01:08 صباحاً

في تصعيد عسكري لافت للنظر، يأتي في ظل تحركات سياسية مكثفة تقودها الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية لاحتواء التوترات ودفع عملية السلام في اليمن، نظّمت ميليشيا الحوثي اليوم الثلاثاء تمرينًا قتاليًّا واسع النطاق لما تُسميه "قوة المهام النوعية" التابعة لما يُعرف بـ"قوات حرس الحدود"، وذلك في محافظة صعدة شمال اليمن المحاذية للحدود السعودية.

وبحسب ما نقلته النسخة الحوثية من وكالة الأنباء "سبأ"، فقد شاركت وحدات رمزية في هذا التطبيق العسكري الميداني الذي جرى تحت شعار "لستم وحدكم"، وهو عنوان يحمل دلالات أيديولوجية ودعائية تشير إلى خطاب إقليمي أوسع، ويستخدم القضية الفلسطينية غطاءً إيديولوجيًّا لتحشيد القوى على الجبهات الداخلية.

وزعمت الجماعة أن الهدف من التمرين هو محاكاة تنفيذ عمليات استهداف لمواقع "للعدو الصهيوني" الثابتة والمتحركة، في محاولة لتلميع صورتها كفاعل مقاوم على الساحة الإقليمية، رغم أنها لا تزال متورطة في صراع داخلي مع الشعب اليمني وحكومته المعترف بها دوليًّا.

المناورة.. رسالة سياسية وعسكرية مزدوجة

وفقًا للتصريحات التي نشرها الإعلام الحوثي، فقد أكد المتحدثون باسم ما يُعرف بـ"حرس الحدود" أن هذه المناورة تأتي ضمن سعي مستمر لتطوير "قوة المهام النوعية"، استعدادًا – بحسب زعمهم – لأي "مواجهة قادمة مع الأعداء".

لكن خلف هذا الخطاب الدعائي، يرى عدد من المراقبين والمحللين العسكريين أن هذا التمرين ليس مجرد تدريب عسكري تقني، بل يحمل في طياته رسائل واضحة ومباشرة تتجاوز الحدود اليمنية، لتصل إلى الرياض وعواصم أخرى، وتعكس تصاعد مستوى الاستفزاز الحوثي في لحظة سياسية دقيقة.

تأتي المناورة بعد يوم واحد من زيارة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى مدينة عدن، في مؤشر على تحركات دبلوماسية متسارعة تسعى لتحقيق اختراق في الجمود السياسي المستمر منذ سنوات. كما تزامنت مع أنباء عن وصول السفير أحمد علي عبد الله صالح إلى المملكة العربية السعودية، في خطوة قد تكون ذات دلالات كبيرة في إعادة تشكيل الخارطة السياسية داخل اليمن.

تصعيد في ظل فراغ سياسي وانتقادات لحكومة الشرعية

ويأتي هذا التصعيد الحوثي في وقت يشهد فيه المشهد السياسي اليمني حالة من الفراغ والتخبّط، خاصةً في ظل الانتقادات المتزايدة الموجَّهة إلى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا، بسبب فشلها في إدارة الملفات العسكرية والأمنية والخدمية، مما فتح المجال أمام الجماعة لتكثيف عملياتها التصعيدية دون ردود فعل فاعلة.

وتُعد هذه المناورة هي الأحدث ضمن سلسلة من الاستعراضات العسكرية التي تكرّرها الميليشيا الحوثية بشكل دوري، خصوصًا في المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية، بالتزامن مع استمرارها في خرق الهدنة غير المعلنة عبر الهجمات البحرية والصاروخية وهجمات الطائرات المُسيَّرة على المطارات والمنشآت الحيوية.

يؤكد محللون أن توقيت التمرين وموقعه الجغرافي لا يخلوان من دلالة، إذ يُعدّان تحديًا مباشرًا للمملكة العربية السعودية، ويحملان تحذيرًا مبطّنًا من أي تفاهمات إقليمية أو دولية تُقصي الحوثيين من المشهد السياسي في مرحلة ما بعد الحرب.

ويرى الخبراء أن الجماعة تسعى من خلال هذه الاستعراضات إلى تعزيز موقعها التفاوضي والتأكيد على أنها لا تزال القوة العسكرية الأبرز على الأرض، وبالتالي يجب أخذها بعين الاعتبار في أي تسوية سياسية مقبلة، حتى لو كانت تتناقض مع قرارات الشرعية الدولية وتُهدد الأمن الإقليمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق